للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى صفحات جريدته بما يتعارضُ مع مزاعم الاعتذار؟! كان من آخرِها مقالٌ يوم ٩/ ١١/ ١٤٢٧ هـ حاول فيه إقناعَ الرأي العام عن مدى إيجابيته ومدى استعدادِه لحوارِ المسلمين كي تنتهيَ الأزمةَ، وقد ضَمَّن رسالته هذه ثلاثة شروط:

الأول: قد يَعتذرُ، ولكن عن الإساءة الناتجة عن نشرِ الرسومات، وليس عن الرسومات نفسِها ولا عن نشرها.

الثاني: مطالبتُه المسلمين بتوقيع على إقرار (الديمقراطية الدانمركية) والتي أخبرنا مرارًا أنها تُبيحُ له فَعْلَته هذه، وأن عَمَله على ضوئها قانونيٌّ تمامًا، وكأنه يُريدُ منَّا ما قاله الله: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (٢٧)} [النساء: ٢٧].

الثالث: وهو الأدهى -وقد صَرَّح بعد سُويعةٍ من هذا المقال-: أنه لا يستطيعُ أن يَعِدَ المسلمين بعدم تكرارِ إهانتِهم مرةً أخرى!!.

فتأمل -بارك الله فيك-! أيُعقل بعدَ ذلك كلِّه أن يقال: إنهم قد اعتذروا؟؟!.

أمَّا مِن الجهة الرسميةِ، فهناك إصرارٌ على أنهم لا يُمكنُهم الاعتذارُ عن عمل الصحيفة ولا حتى التنديدِ بعملها، والذي التبس على الناسِ ما قاله رئيسُ الوزراء: إنه يُرحِّبُ باعتذارِ الجريدة (الذي بينَّا حاله سابقًا)، بينما في صبيحةِ تلك الليلة المخادعةِ عَنونت الصُّحُفُ نقلاً عن رئيس الوزراء: "لن نعتذر"، فهل يُعقل قبولُ اعتذارٍ خجولٍ وغيرِ واضحٍ ولا ثابتٍ ولو لساعات، بل حتى لم يُنشر على صحيفتِهم اليومية، بل نشروه على موقِعهم

<<  <  ج: ص:  >  >>