المتراميةِ الأطرافِ عَمَدت الجريدةُ إلى حِيلةٍ عجيبة سَبَقت خروجَ رئيسِ تحريرها على التلفاز الدانماركي بلحظاتٍ وهو يتبجَّحُ قائلاً:"إن الرسوماتِ لا تخالفُ القانونَ، وإنه لن يعتذر عن نشرها"، ولكن بعد لحظاتٍ تَفَاجَأَ المراقبون بمقالهم باللغتين العربية والدانماركية وعلى موقعهم بعنوان صريح وواضح "صحيفة اليولاند بوستين تعتذر عن الإساءة للمسلمين"، وقُدِّم لمقالٍ أرسله رئيسُ التحرير لوكالة الأنباء الأردنية بجملةٍ ليست فيه أصلاً "تعتذر صحيفة اليولاند بوستين، وبما لا يَدع مجالاً للشك على أنها أهانت العديدَ من المسلمين من خلال رسومات للنبي محمد".
ولكنَّ الرِّيبة من هذا الكلام كان سيدَ الموقف؛ لأنه في ثنايا المقال ليس هناك اعتذارٌ واضح، بل تلاعُبٌ مُرِّر معه التدليلُ على قانونيةِ نشرِ تلك الرسومات، ولكنِ انجلت الأمورُ بعدَ أربعين دقيقةً تمامًا عندما سَحبوا هذا المقالَ ووَضعوا الكلامَ الأصلي بعنوانٍ مُغايِر تمامًا "حضرات المواطنين العرب"، وليس فيه تلك الجُمَلُ المصرِّحةُ بالاعتذار، وقد حصل ذلك كلُّه يومَ الإثنين ليلاً في ٣٠/ ١/ ٢٠٠٦، وكأنها مخادعةٌ إعلاميةٌ من أجل تمريرِ الخبرِ ليهدأَ العالَمُ الإسلاميُّ، وللأسف تلقَّفت بعضُ القنوات هذا الاعتذارَ المزعوم، وقامت بدَورٍ مشبوهٍ في إقناع المشاهد أن الاعتذارَ قد حَصَل، وأن الله قد كفى المؤمنين القتال.
ولَمَّا لم يُجْدِ ذلك نفعًا غيَّروا عنوان المقال فقط "حضرات المواطنين المسلمين"!.
وهكذا أصبح مقالُ رئيسِ التحرير وكأنه نصٌّ من كتابِهم المقدَّس، له عدة شروحات وتفسيرات! كيف وقد طالَعَنا رئيسُ التحرير مرارًا عَبْرَ التلفاز