° ثم تلا ذلك الموقفَ موقفٌ آخَرُ، وابتساماتٌ ومجاملاتٌ رقيقةٌ للكاتبة "أورينالا فالاتشي"، وهي مسيحيةٌ إيطالية تُقيمُ منذ فترةٍ طويلةٍ في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُعرَفُ بمقالاتها الناريةِ التي تَنشرُها في العديدِ من الصحف الأمريكيةِ الشعبيَّة، التي تُؤلِّبُ فيها الأمريكيِّين على الإسلام والمسلمين، إذْ إن "فالاتشي" لا ترى فَرْقًا بين إسلامٍ متطرِّفٍ وآخَرَ معتدِلٍ، وكتاباتُها تدورُ دائمًا حول أن "الإسلام كلَّه متطرِّف، والتناقضَ بينه وبين المسيحية جوهريٌّ، ومِن ثَمَّ فلا شيءَ قابلٌ للنِّقاش".
قبل تولِّيه كرسيَّ البابوية، كان البابا "بنديكت السادس" كاردينالاً ألمانيا اسمُه "جوزيف راتسينجر"، وكان من أشدِّ المعارِضين لانضمامٍ تركيا -البلد الإسلامي-، إلى الاتحاد الأوربي.
ويَحملُ مَلَفُ البابا الإرهابَ بعينه، فقد وُلد "جوزيف راتسينجر" في قرية "تراونشتَين" التابعة لإقليم "بارفاريا" في ألمانيا، وعندما بَلَغ الرابعةَ عَشْرةَ من عُمره انضمَّ إلى جيشِ "شبيبة هتلر" وكان جيشًا غير نظاميٍّ، مخصَّصًا للشباب أيامَ الحكم النازيِّ.
وقد سَعى الفاتيكانُ مِرارًا إلى محاولاتٍ لِمَحْوِ تلك المرحلةِ من حياةِ البابا الجديد، ربَّما كان من أشهرِها تلك المحاولةُ- التي جَرَت على لسانِ مؤرخ الفاتيكان الشهير "جون ألين" الذي كَتَب بعدَ أسابيعَ من ترسيم "بنديكتوس" أنه: "كان عُضوًا بالفعل في جيش "شبيبة هتلر"، لكنه لم يكنْ متحمِّسًا للجيش، بل ورَفض أن يَحضُرَ اجتماعاتِه، وعَبَّر في مُقتَبَل عُمرِه