للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتاريخ وحقائقِ الدينِ والعلم: أن الأصول التي يقوم عليها الإسلامُ هي التي تُثمِرُ الحضارةَ والمَدَنية، من الإيمان بالعقل، والجمع بين الدنيا والآخرة .. إلخ، بخلافِ المسيحية التي تقومُ في أساسها على الخوارق، ولا تؤمنُ برعايةِ السنن التي أكدها القرآنُ، والتي يقولُ أحدُ فلاسفتها الدينيين "أوغستين": "أومنُ بهذا؛ لأنَّه مُحال، أو غير معقول"!.

ولو كان الإسلامُ يُنكِرُ العقلَ، أو يُهمِلُه، فكيف أقام المسلمون تلك الحضارةَ الشامخةَ التي جَمَعت بين العلم والإيمان، وبين الإبداع الماديِّ والسموِّ الرُّوحيِّ؟ والتي ظل العالَمُ يَستمدُّ منها أكثرَ من ثمانيةِ قرون، ومنها أوروبا التي اقتَبست منها المنهجَ التجريبيَّ الاستقرائيَّ، بَدَلَ المنهج القياسيِّ الأرِسطيِّ، كما شَهِد بذلك مؤرِّخو العلم من أمثالِ "غوستاف لوبون، وبيير بغولف، وجورج سارطون" وغيرهم.

° وقول البابا: "إن مشيئةَ الله في الإسلام مطلَقةٌ لا يَحُدُّها شيء"، صحيحٌ في الجُملة، ولكنْ أجمَعَ علماءُ الإسلام على أن مشيئةَ الله تعالى مرتبطةٌ بحكمتِه لا تنفصلُ عنها، فلا يشاءُ أمرًا مخالفًا للحكمة، فإنَّ من أسمائه الحسنى التي تكرَّرت في القرآن: "الحكيم"، فهو حكيمٌ فيما خَلق، وحكيمٌ فيما شَرعَ، لا يَخلُقُ شيئًا باطلاً، ولا يَشْرعَ شيئًا اعتباطًا.

• والله تعالى لا يفعلُ إلاَّ ما فيه الخيرُ والصلاحُ لخَلقِه، كما قال نبيُّ الإسلام - صلى الله عليه وسلم - في مناجاته لربه: "الخيرُ بين يديك، والشر ليس إليك" (١).

ليست هذه هي المرةَ الأولى التي يقفُ البابا الحالي من الإسلام


(١) رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>