للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° ونقول لك: إنَّ المسيحيةَ هي التي لا تُعِيرُ العقلَ التفاتًا في عقائدِها، وتقول تعليماتُها: "آمِنْ ثم اعْلَمْ .. اعتقِدْ وأنت أعمى .. أغمِضْ عَينيك ثم اتبعني".

* وفي الإسلام العلم قبل القول والعمل: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [الحج: ٥٤] وهكذا: ليعلموا، فيؤمنوا، فتخبت قلوبهم.

* وقال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: ١٠٨].

والشرعُ يُخبرُ بمحاراتِ العقول، لا بمحالاتِ العقول (١).

فلتَخْسَإِ الحكماءُ عن ربٍّ … له الأفلاكُ تَسْجُدْ

ومشيئةُ اللهِ مرتبطةٌ بحكمتِه، فهو العليمُ الحكيم، الخيرُ بين يديه، والشرُّ ليس إليه.

° يا بنديكتُ الذميم، تظن أن تستَخِفَّ بعقولِ العالَم كلِّه الذي سَمعِ تصريحاتِك بجميع لغاتِه عَبْرَ وسائل الإعلامِ المختلفة حين تقول: إن الناس أخطؤوا في فَهم كلامك .. وأنت الذي اخترتَ ما تنقلُه من كلامِ الإمبراطور البيزنطيِّ .. وأنت الذي أخرجتَ هذا الكتابَ من قَبره في مكتبةِ الفاتيكان لتنقلَ منه أَسوأَ ما فيه؟!.

° بعضُ المدافعين عنكَ قالوا: إن الاقتباسَ الذي نَقَله من ذلك الكتاب


(١) أي: الشرعُ يأتي بأمورٍ تحتارُ فيها العقولُ من عظمتها وغرابتها .. لكنه لا يأتي بشيءٍ يقول العقل: "هذا مستحيلٌ حُدوثُه".

<<  <  ج: ص:  >  >>