سبحانه، ومِن فضل اللهِ على المسلمين -وعلى اللغةِ العربيةِ- أنْ كانت وسيلةُ فَهم الإسلام هي التعبيرُ الإلهي- بما فيه من دِقَّةٍ كاملة، وجَمالٍ مُعجِز، وكمالٍ غيرِ منقوص-.
وما دام الأمرُ كذلك، فليس للعقلِ إلاَّ التسليمُ والخشوعُ والخضوعُ، أو بتعبيرٍ أدقَّ: السجود.
وهو ليس سُجودًا تعسُّفيًّا أو تحكُّميًّا، وإنما هو سجودٌ مصدرُه الإيمانُ اليقينيُّ بأن هذا من عندِ الله، وما دام من عندِ الله، فإنه لا يأتيه الباطلُ مِن بين يديه ولا مِن خَلفِه؛ لأنَّه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد، ولأنَّه أُحكمت آياته، ثُمَّ فُصِّلت مِن لَدُنْ حكيمٍ خبير.
من ذلك نتبيَّنُ أن الدينَ هادٍ للعقل، وأن العقلَ يجبُ أن يَخضعَ ويَسجُدَ للوحي الإلهيِّ.
* ونعودُ من جديدٍ إلى المسألة التي بدأنا بها الحديث، نعودُ من جديدٍ إلى مسألةِ "القرآن والعقل"، سيقولون: ولكنَّ القرآنَ يُطالِبُ دائمًا بالتفكُّرِ والتدبر: