فهذا موقفٌ خاطئٌ مِن هذه المنظَّماتِ والشخصياتِ المطالِبة بالاعتذار، خطأً واقعًا، -كما تقدم-، وخطأً شرعًا، فإنَّ الشرعَ يأمرُ بقَولةِ الحق، والصَّدع بها، لا عَقْدِ تحالفاتٍ لغضِّ النظرِ عن فسادِ المعتقَدات، والسكوتِ عن بيان الحق، مهما كانت الدعاوى، مِن ضَعفٍ أو عَجْزٍ، فإنه إذا نظرنا في تاريخِ الدعوة، فإن الدينَ كان ضعيفًا، ثم ما زال يَقْوَى بالدعوةِ والبلاغ؛ ببيانِ محاسِنِ الإسلام، ومساوئِ ما سواه -ومن ذلك النصرانية-، وعلى هذا دَرَجَ القرآن.
فإذا ما اتُّخذ مبدأُ السكوت بداعي الضعف، فمتى يُهدَى الناسُ إلى الإسلام، ومتى يَنتشر ويَقْوَى، وقد عُلم أن قُوَّته إنما تتحصَّلُ بالدعوةِ والبلاغ، التي تَزيدُ من أتباعِه المتمسِّكين به؟!.
إن الموقفَ الصحيحَ في الردِّ على البابا -وكلِّ تصريحٍ من هذا النوع هو:
الردُّ بالمِثل، وفي التاريخِ والدينِ النصرانيِّ من النقاطِ السوداءِ الكبيرةِ ما لا تُعجِزُ ناقدًا -حتى لو كان عاميًّا- ببيانِ فسادِ المُعتقَد النصرانيِّ، ومعارضتِه للعقل وللرحمة، وتأييد ذلك بالتاريخ المسيحي.
"فالتثليثُ" و"الصَّلبُ"، و"الفِداءُ"، و"العَشاءُ الرباني"، عقائدُ مسيحيةٌ معارِضةٌ للعقل، كانت سببًا في رِدَّة طائفةٍ من النصارى، ورفضها للمسيحية.
وتاريخُ الحروب الصليبية شاهدٌ على دَمَويةِ وعنفِ وإرهابِ