للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع الأديان، وتساويها، ومِن ثَمَّ فلا وجهَ لِنَقدٍ أو طعنٍ يُوجَّه تُجاهَ إحداها.

لكنه شعورٌ بالضعف -يبدُو- يَحملُ على السكوتِ أمامَ عدوٍّ نصرانيٍّ كبير، يَحملُ معه كلَّ أدواتِ التدمير، ويَتحكَّمُ في مصيرِ ملايينِ المسلمين، محاولةً للإبقاءِ على المسلمين، نظرًا إلى عدمِ تكافؤِ القُوى، وهذا هدفٌ نبيلٌ لا شك، غيرَ أن المتابعةَ للأحداثِ تدلُّ على أن هذه الطريقةَ غيرُ نافعةٍ في تحصيل الهدف، بل ضارَّةٌ، فإنَّ على أهل الحقِّ بيانَ الحق، وإنْ عُذِروا حينًا، فلا يعذَرون كلَّ حينٍ في السكوت على الباطل.

ومُداراةُ المسيحيين ومحاباتُهم- طلبًا للسلامة وكفِّ شرورهم-، بهذه الطريقة لم تنجح، بل زادت شرَّهم، فمنذ عقودٍ وبعضُ المسلمين في محاولةٍ لِمَدِّ جُسورِ التواصُل والتقارُبِ والحوارِ والتعايُشِ .. إلخ .. ولو بالسكوت عن نقدِ المسيحية، ودعوةِ المسيحيين للإسلام، لكنْ لم يَظهرْ في الأفقِ المسيحيِّ سوى العُدوانِ الصريحِ، فهم الذين احتلُّوا: أفغانستان، والعراق، والشيشان، ودمَّروا البوسنة، وكوسوفا، ولبنان، وهم الداعِمون لإسرائيل، وقد عَبَّروا عن صليبيتهم في كلمة الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" الأخيرة: "إنها حربٌ صليبية"، وموقفُهم من الرسومات المسيئةِ للنبيِّ واضح، فدولٌ أوربيةٌ كثيرةٌ حَذَتْ حَذوَ الدنمارك، آخِرُها النرويج قبلَ أيام، أعادت نَشرَ الصور، ثم هذا البابا يخرج بمِثل هذه التصريحات، مع أن "الفاتيكان" هي الراعيةُ للحوار بين الحضارات!.

فكلُّ ما بَذَله هؤلاء المسلمون من الحوار، والتقارب، والتعايش، والذي حَمَلهم على السكوتِ عن نَقدِ النصرانية، لم يُفِدْ بشيءٍ، بل زاد مِن

<<  <  ج: ص:  >  >>