للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى هذا الواقع في المدى المتطاوِلِ يجدُ مِصداقَ قولِ الله، يجده في الواقع ذاتِه بدون حاجةٍ إلى الانتظارِ الطويل!!.

لا يخالجُ المؤمنَ شكٌّ في أن وَعْدَ الله هو الحقيقة الكائنة التي لا بدَّ أن تظهرَ في الوجود، وأنَّ الذين يُحادُّون اللهَ ورسولَه هم الأذلون، وأنَّ اللهَ ورسولَه همِ الغالبون، وأن هذا هو الكائنُ والذي لا بدَّ أن يكون، ولْتَكُنِ الظواهر غير هذا ما تكون.

* قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٢ - ٣٣].

* وقال تعالي: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: ٨].

° قال الإمام ابن جرير الطبري: "يريد هؤلاء القائلون لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم: "هذا ساحرٌ مبين"، يريدون ليُبطِلوا الحقَّ الذي بَعث اللهُ به محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بأفواههم، يعني: بقولهم: "إنه ساحر، وما جاء به سحر{وَاللهُ مُتِمُ نُورِهِ}، والله مُعلِن الحقَّ، ومُظهِر دينَه، وناصرٌ محمدًا صلى الله عليه وسلم على مَن عاداه، فذلك إتمام نوره، وغنِي بالنور في هذا الموضع "الإسلام وكان ابن زيد يقول: عُنِي به القرآن" (١).

° وقال العلاَّمة ابن كثير: "يريد هؤلاء الكفار من المشركين، وأهل الكتاب {أَن يُطْفِئُوا نورَ اللهِ} أي: الذي بُعث به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الهدى


(١) "جامع البيان" لابن جرير (١١/ ٨٨) طبع مصطفى الحلبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>