وبعد صراع طويل مع الكفر والشِّرك والإلحاد استقرَّ الإيمانُ بالله في هذه الأرض، ودانت له البشريةُ بعد كلِّ ما وقف في طريقه من عَقَبات الشِّرك والوثنيَّة.
وإذا كانت هناك فتراتٌ عاد فيها الإلحادُ أو الشركُ إلى الظهور في بعضِ بقاع الأرض، فإن الإيمانَ بالله ظلَّ هو المسيطرَ بصفةٍ عامة، فضلاً على أن فتراتِ الإِلحادِ والوثنيةِ والكفر بمحمدٍ رسول الله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم إلى زوالٍ مؤكَّد؛ لأنها غيرُ صالحةٍ للبقاء، والبشريةُ تهتدي في كل يوم إلى أدلةٍ جديدة إلى صِدقِ رسالة محمدٍ صلى الله عليه وسلم الخاتمة، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[فصلت: ٥٣] .. ويَهرعُ الناسُ في كلِّ مكان من أرجاء البسيطة .. إلى الدخول في الإسلام .. ولا يمرُّ يومٌ إلاَّ ويسلمُ العشراتُ بل والمئات .. فقد كَتب اللهُ على أعدائه وأعداءِ رسوله صلى الله عليه وسلم الذّلَةَ والهزيمة، وكتب لنفسه ولرسوله الغَلَبةَ والتمكين .. والمؤمنُ يتعاملُ مع وعد الله على أنه الحقيقةُ الواقعة، فإذا كان الواقعُ الصغيرُ في جِيلٍ محدود، أو في رُقعةٍ محدودة يخالفُ تلك الحقيقةَ، فهذا الواقعُ هو الباطلُ الزائل، الذي يُوجَد في الأرض لحكمةٍ خاصة، لعلَّها استِجاشةُ الإيمانِ وإهاجتُه لتحقيق وعدِ الله في وقته المرسوم.
وعَبْرَ التاريخ .. وعَبْرَ تاريخ الإسلام هل استطاعت الحروبُ التي شَنَّها أعداؤه هل استطاع القتلُ والتشريدُ والتنكيلُ وأنواعُ النكايات، واغتصابُ النساء، وبَقْرُ بطونِ المسلمات، وذَبحُ الأجنَّة .. هل استطاع أن يقتلعَ جذورَ الإيمان بالله ورسوله من قلوب المسلمين؟! حين ينظرُ الإنسانُ