٤ - وأمَّا اقتباسُه الثاني الذي أقره "فكرة الجهاد تخالِفُ إرادة الله" .. فأقول: نعم يا "بيندكت"، ما فَعَله الصِّربُ في البوسنة يوافقُ إرداةَ الله؟ اغتصابُ الروس لأخواتنا في الشيشان يوافقُ إرادةَ الله؟ غزوُ أمريكا للعراق وجرائمُها في "أبي غريب" يوافق إرادة الله؟ قتلُهم للمدنيِّين في أفغانستان يوافق إرادة الله؟ أمَّا أن ندافعَ عن أنفسِنا، وندحرَ عدوَّنا فهذا أمرٌ يخالفُ إرادةَ الله، ثم تُحدِّثُنا عن العقل يا .. يا بابا.
سؤال أطرحُه على "الحَبْر الأعظم"!! أوَ مَا قرأتَ ما قاله "رودي بارد"، الذي ينتمي إلى طائفتِك وبلدك، فهو ألمانيٌّ كاثوليكي، يقول:"كان من بين مُمثِّلي حركةِ التنوير مَن رأوا في النبيِّ العربي أدلَّةَ الله، ومُشرِّعًا حكيمًا، ورسولاً للفضيلة، وناطقًا بكلمةِ الدين" ["الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية"(ص ١٥)]. هذا قولُ عُقلائكم في بلادِكم من طائفتكم في عدوِّكم.
° وأختمُ بعزاءٍ فيه تسليةٌ لمحبِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلمةٌ مشرقةٌ تُكتبُ بماءِ العَين على جِدارِ القلبِ، سطَّرها التاريخ للإمام السَّعدي، قال -رحمه الله -: "قال تعالى: {إِنا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}: بك وبما جئت به، وهذا وَعدٌ من اللهِ لرسوله أنْ لا يضرَّه المستهزئون، وأن يَكفيَه اللهُ إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل تعالى، فإنه ما تظاهَرَ أحدٌ بالاستهزاءِ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به، إلاَّ أهلكه الله وقَتَله شر قِتلة"(١).