كثيرون غيري من المسلمين وغيرِ المسلمين (١)، وبينَّا أن الحروبَ التي خاضها المسلمون كانت حروبًا ضدَّ الظلم، الظلم بكلِّ أنواعه، ظُلم المعتدين على المسلمين، وظلم الصادِّين الناسَ عن الدين، وظُلم الناقِضين لعهودٍ أبرموها مع المسلمين، ولم تكن أبدًا لإدخالِ الإيمانِ كُرهًا في قلبِ أحدٍ من العالمين.
وبينَّا أنهم لم يحاولوا ذلك؛ لأنهم عَلِموا مِن دينهم أن الإيمانَ مسألةٌ قلبية، وأنه لا مخلوقَ له سلطان على قلوب العباد.
لكننا في هذا المقال نودُّ أن نقولَ للبابا: إنه كان يَجدُرُ به أن يتكلمَ عن العنف الذي استَعمله قومُه الغربيون على مرِّ الزمانِ لإكراه الناس على قبولِ دينهم وثقافتهم، ولا نريدُ أن نفعلَ كما فَعَل هو حين استَشهد على افترائه بشهادةِ رجلٍ من بني دِينه عدوٍّ حاقدٍ مغلوب، لن نستشهدَ على زَعمنا بشهادةِ رجالٍ مسلمين، وإنما سنُشهِد عليه شهداءَ من غيرِ المسلمين، فنقول:
أولاً: هذه هي المؤرِّخة الشهيرة (Karen Armstrobg كيرن آرمسترونج) تكتُبُ ردًّا على محاضرة البابا تبين فيها:
١ - إن زَعمَ رجالِ الفاتيكان بان غَرضَ البابا هو "أن يُنمِّي اتجاهَ احترامٍ وحوارٍ نحوَ الأديان والثقافات الأخرى، ومن البديهي نحوَ الإسلام" ليس أمرًا واضحًا في كلماتِه .. وتُشبِّهُه في هذا برجل دينٍ مِثلِه في القرنِ الثاني عَشَرَ وَجَّه رسالةً إلى المسلمين بدأها بقوله:"إنني أريدُ أن أُواصلَكم بالكلماتِ لا بالسلاح، وبالعقل لا بالعنف، بالحبِّ لا بالبغض".
(١) تجدُ كثيرًا من هذه الردود في موقع "النُّصرة- Ncsrp.com".