واستبدَّ قساوستُكم بالحُكم، وقَتلتم علماءَكم، وأنشأتم محاكمَ التفتيش التي لم تتركْ عالِمًا خالَفَ الكنيسةَ ولا مُسلِمًا إلاَّ سحقته؟! فحاربتم العلمَ والعلماءَ بسبب استبدادِكم وجَهلِكم وتمسُّككم بتحريفِكم لكتابِكم وكَذِبِكم على نبيكم، اسأل "جاليليو" وإخوانَه عن تاريخ كنيستِكم التي بُنيت على المنطق كما تدعي!.
يا أبا الجاهلين، أمحمدٌ هو الذي لم يأتِ إلاَّ بكلِّ سيَّئٍ؟ أم حروبُكم الصليبةُ القديمةُ والحديثةُ؟!.
اسأل أهلَ بيتِ المقدسِ الذين قُتل منهم سبعون ألفًا حتى غاصت الخَيلُ في دمائهم.
ويا أبا الجاهلين، اسألِ الهنودَ الحُمرَ عن إبادتِهم باسم الكنيسة والدين، وبِناءِ مَجْدِكم الحديثِ على دماءهم وأوطانهم.
يا أبا الكذابين، وشيخَ المتعصبين، وكبيرَ المارقين، هل سَئِمتُم من تحريفِكم المستمرِّ لكتابكم، وانتَهزتَ قوةَ مجنونِ أمريكا لتستعرضَ عضلاتِك على دينِ الحقِّ والنورِ المبين؟! أخرَسَ اللهُ لسانك .. أخرس الله لسانك.
محمدٌ جاء بدينِ الحقِّ من ربِّه، وأَبْلَغَه للعالمين، حَمَل رسالةَ السماءِ، وأوصَلَها لكلِّ بيتِ مَدَرٍ ووَبَر، وتَحمَّلَ في سبيل ذلك المشاقَّ، وشَرعَ ربُّه له الجهادَ من أجل إيصالِ كلمةِ السماءِ أمامَ كلَّ مارقٍ مِثلك معاندٍ جاحدٍ، وأوصاه ربُّه بدعوةِ مَن يحاربُ، فلو أسلم فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ولو رَفض الدخولَ وقَبِلَ الجِزيةَ على أن يَسمحَ للمسلمين بنَشرِ دينهم وله منهم المَنَعَة والحماية، فله ذلك، أما لو أصرَّ على الكفرِ، ومَنَع قومَه من سماع الحقِّ والدخولِ فيه، فما بيننا وبينَه إلاَّ السيف .. ليس حبًّا