ويتجاهلُ الانحطاطَ الأخلاقي لرجالِ الكنيسة الذي لم يعرفْ له مثيلٌ عبرَ التاريخ، ويتجاهلُ الوحشيةَ والدمويَّةَ المغروسةَ في نفوسِ رؤساءِ وأتباع هذه الكنيسةِ والتي ظَهرت جلِيَّةً في صراع البابوات على كرسيِّ الفاتيكان، والوحشيةِ التي تعاملوا فيها بينهم، مِنْ فَقْءِ العيون، وقَطع الألسن، والقتل عطشًا، وفي صراع الفِرَقِ المسيحيَّةِ فيما بينها قديمًا وحديثًا، وما "إيرلندا" عنا ببعيد، وفي حُروبهم الصليبيَّةِ التي لم يَعرفِ التاريخُ مثيلاً لها في الوحشيةِ والهمجيةِ ولا حتى عند التتار، وكذلك محاكمُ التفتيش التي أرعَبَت وأذهلت قوَّادَ الجيوشِ المسيحيين الذين -كما صرَّحوا حينها- لم يكونوا يتخيَّلون وحشيةً كتلك التي رَأَوْها تجري على أيدي رؤساءِ الكنيسة تُجاهَ المسلمين واليهودِ في الأندلس!! كل ذلك لا لنشرِ فضيلةٍ، ولا لإِحقاقِ حقٍّ .. وإنما حُبًّا في سَفكِ الدماءِ وتلذُّذًا بإزهاقِ أرواح الملايين، وما حروبُهم في التاريخِ المعاصِرِ ببعيدةٍ عن أذهانِنا، فقد تطاحَنوا في أوربا في الحَربَينِ العالميتين الأولى والثانية، وأهلكوا الحَرْثَ والنسلَ، وأبادوا بعضَهم بالملايين ومَحَوْا مُدُنًا بكامِلها عن وجه الأرض كما فعل الحلفاء بمدينة "درسدن" الألمانية، بعدما دَمَّر الألمانيُّ "هتلر" صاحبُ الصليب المعقوف أوربَّا شرقًا وغربًا، ولم يَعرفِ العالَمُ حروبًا في همجيَّتِها كهاتين الحربين، ثمَّ يأتينا هذا "البندكت" القَسُّ الألماني ليقول: "إن الإسلام نُشِرَ بالسيف"!! وتناسى أن عددَ القتلى الذين وَقعوا في جميع غزواتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كِلَيِ الطرفين "المسلمين والمشركين" كان ألفَ قتيل تقريبًا!!!! هذا العددُ الذي تَحصِدُه حروبُ الصليبيين في ساعةٍ واحدة.
لأجل هذا كلِّه فإن بابا الفاتيكان "بندكتوس" هذا لا يستحقُّ أن يُردَّ