بالموت!!! وخلالَ أربعةِ أعوام فقط من (٨٩٦ إلى ٩٠٠ م) وصَلَ إلى المنصب أربعةُ بابوات وعُزِلوا!!.
ونصلُ إلى عام (٩٠٤ م) لِنجدَ صورةً أخرى من الفساد، ففي ذلك العام وصل البابا "سرجيوس الثالث" إلى منصبِ الحَبْرِ الأعظم بالقوَّة المسلَّحة! وقد كان للعاهرة "ثيودورا" سيِّئةِ الصِّيتِ وابنتيها -وهما أيضًا عاهرتان- تأثيرٌ كبير عليه، وكانت "ثيودورا" تعشقُ أيضًا أحدَ الأساقفةِ، وساعدته بنفوذها إلى الوصولِ للبابوية عام (٩١٥ م) باسم "يوحنا العاشر". وتمكَّن هذا البابا من الثَّبات في منصبِه لمدةِ أربعةَ عَشَرَ عامًا بفضل مساندةِ "ثيودورا" له، لكنه فَقَدَ مكانه، وأُطيح به عندما تأمرت عليه ابنتها "ماروزيا" بعد أن حَنَقت عليه لأنها فاجأتهُ في القصر البابوي في وضع مخلٍّ مع ابنةِ أخيه!!!.
وفي عام (٩٣١ م) أوصَلَت "مروزيا" ابنَها غيرَ الشرعيِّ إلى البابوية تحت اسم "يوحنَّا الحادي عشر"، لكن أحدَ أبنائها الآخرين منَ الحرام شَعَرَ بالغَيرة، فألقى القبضَ على أُمَّه وشقيقِه ووضَعَهما في السجن، وجلس على المَقعد البابوي، كذلك انتخب ابنَه غيرَ الشرعيِّ للبابوية عام (٩٥٦ م) باسم "يوحنا الثاني عشر"، وكان عمرُه في ذلك الوقت ثلاثةَ عَشَرَ عامًا!!.
واشتهِرَت فضائحُ هذا البابا الأخير إلى حدِّ أنَّ الشعبَ الألمانيَّ دفعَ الإمبراطور "أوتوا" للتدخل، وعُقِدَ مَجْمَعٌ مقدَّس (!) لمحاكمة "يوحنا الثاني عشر"، وتبيَّن من الجلسات أنَّه كان يتلقى رشاوى لتكريسِ الأساقفة، وأنَّه نَصَّبَ أسقُفًا لا يتجاوز سِنُه العاشرة، بينما أقام احتفال "سيامة" لآخَرَ في حظيرة للخيول.