للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* أعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شياطينٌ مجرمون:

* قال تعالى -ومَن أصدق من الله قِيلاً-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (١١٢) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام: ١١٢ - ١١٣]، والشيطنةُ هي التمرّد والغِواية والتمحّص للشر، تلحقُ الأنسَ كما تلحقُ الجنَّ، وكما أن الذي يتمرَّد من الجنِّ ويتمحَّض للشرِّ والغواية يُسمَّى "شيطانًا"؛ فكذلك الذي يتمرَّد من الأنس ويتمحَّض للشر والغواية.

° قال ابن كثير: "يقول تعالى: وكما جَعَلْنا لك يا محمدُ أعداءَ يخالفونَك ويعادونك وُيعاندونك جَعَلْنا لكلِّ نبيٍّ من قَبْلِك أيضًا أعداءَ، فلا يَحزنك ذلك، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا} [الأنعام: ٣٤] .. وقال وَرقةَ بن نوفل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه لم يأتِ أحدٌ بِمثل ما جئتَ به إلاَّ عودِي .. " .. وقوله: {شَيَاطينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ}، أي: لهم أعداء من شياطين الإنس والجن، و"الشيطان" كلُّ منَ خَرَج عن نظيره بالشرِّ، ولا يعادِي الرسلَ إلاَّ الشياطين مِن هؤلاء وهؤلاء -قَبَّحهم الله ولعنهم-.

* وقال تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}، أي: يُلقي بعضُهم إلى بعضٍ القولَ المُزَيَّنَ المزخرف، وهو المُزَوَّقُ الذي يغْترُّ سامعُه من الجَهَلة بأمره.

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}، أي: وذلك كلُّه بقَدَر الله وقضائه وإرادته

<<  <  ج: ص:  >  >>