"الافتراءُ"، أو الكَشفُ عن جَهلِه الواسع بالإسلام!.
إن إساءتَه الأولى كانت لنفسِه وللنصرانيةِ التي أتى بها عيسى عليه السلام وللدِّينِ كلِّه والعقل كله، فهل يُعَقْلُ أن الله الواحدَ الأحدَ، رب السمواتِ والأرضِ وربَّ العالمين، وجميعُ الخَلقِ عبادٌ له، هل يُعقَلُ أن اللهَ الواحدَ يَبعثُ لعبادِه بأديانٍ مختلفةٍ متصارِعة، ثُمَّ يُحاسِبُهم يومَ القيامة؟! إذا كان الدينُ عند الله هو الحق، بَعَث الرسلَ والأنبياءَ ليُذكِّروا عبادَه بالحق الذي يجبُ أن يتَّبعوه في الحياةِ الدنيا، ليدخلَ المؤمنون الجنَّةَ برحمةٍ من الله، ويدخلَ الكافرون النارَ عدلاً من الله سبحانه وتعالى، إذا كان الدينُ مِن عندِ الله هو الحق، فهل يُعقَلُ أن يَبعثَ رُسُلَه بأديانٍ متصارعةٍ؟! كلاَّ! ثُمَ كلاَّ! فهذا لا يُعقَلُ، فالدينُ عند الله واحدٌ، بَعَث جميعَ رسلِهِ بدينٍ واحدٍ هو دين الإسلام، دينًا واحداً! فاستَمعْ إلى ما يقوله الإسلام: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٩)} [آل عمران: ١٩].