للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحانه وتعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠)} [التوبة: ١٠].

وكذلك جَمَع الرومانُ حُشودَهم حولَ الجزيرةِ العربية قبلَ غَزوة "مؤتة" التي أَمَر الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - الصحابةَ أن يتحرَّكوا إليها لمواجهتِهم.

وأعجَبُ من كلام البابا هذا بأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أَمَر بنشرِ دينِه بالسيف!! وتناسَى الآياتِ الكريمةَ التي تدعو إلى الدعوةِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة! والإسلامُ يريدُ أن تُبلَّغَ رسالتُه، فحين تكونُ الحِكمةُ والموعظةُ الحسنةُ هي السبيلَ الممكنَ، يُتَّبَعُ، وإنْ كان هنالك عدوانٌ وصدٌّ عن سبيل الله، فقد شَرعَ اللهُ سبحانه وتعالى الجهادَ في الإسلام حقًّا.

إنَّ الإسلامَ جاء ليُخرجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النور، ومِن الكفرِ إلى الإيمان، ولِينقذَهم من عذابِ جهنَّمَ إلى نعيمِ الجنَّة، وهذا هو أخطرُ ما في حياةِ الإنسان على الأرض في الحياة الدنيا.

أيُعقلُ بعد ذلك أن يُتْركَ الإنسانُ على هواه، إنِ اختارَ الشِّركَ، أو الكفرَ دونَ بَذلِ الجهود لإنقاذه؟ أرأيتَ لو أنك عايَنْتَ رجلاً يكادُ يَغْرَقُ في البحر، أتترُكُه دونَ أن تُنقِذَه وأنت قادرٌ على ذلك؟ فكيف إذا كان الإنسانُ سيُلْقَى في نارِ جهنم، أتترُكُه دونَ محاولةِ إنقاذه؟!.

ولو أنك كنتَ تسيرُ على طويقٍ تعرفه، وأمامَك يَسيرُ رجلٌ لا يَعرفُ الطريق، وأمامَه هُوَّةٌ عميقةٌ فيها نارٌ تلظَّى، فلو تركتَه يُتابعُ سَيْرَه سيَهوِي في لَهيبِ النار، أكنتَ تترُكُه يَهوِي، أم تقبِلُ عليه ليرجعَ؟ فإذا اقتنع وعاد إلى الصوابِ والحقِّ، فذلك هو المقصود .. وأما إذا أبي وأصرَّ على أن يمَضيَ

<<  <  ج: ص:  >  >>