إلى هلاكِه، أكنت تتركُه أم تمنعُه ولو بالقوَّة؟! وإذا كان هذا الرجلُ ابنَك، أو أخاك، أو رجلاً آخر، أكنتَ تاركَه؟!.
وهكذا الإسلامُ، جاء لِيمنعَ الناسَ مِن أن يَهْوُوا في نارِ جهنم، لِينقذَهم من النارِ إلى الجَنَّةِ، فالأمرُ أخطرُ مِن أن يؤخَذَ بهذه البساطة، بساطةِ العلِمانيةِ التي تتركُ أمرَ الدينِ للفردِ نفسِه، لا تَحرِصُ على آخِرَته.
وهذا الذي ضَرَب البابا مثلاً به، الطالبُ في الجامعة الذي أعلَنَ كفرَه صراحةً، وأنكر وجودَ الرب، فتُرك هو وشأنَه، يقول البابا:"إن التماسُكَ الدخليَّ للإِيمانِ داخلَ هذا الكونِ لم يتأثَّرْ بكُفرِ هذا الرجل"! هذا ظنٌّ ووهم! وإلاَّ ما قيمةُ الدينِ والرسالاتِ السماويةِ إذا كان شأنها أن تَتركَ المُلحِدَ على إلحادِهِ لِيهويَ في جهنم إذا مات على الإلحاد؟! ما قيمةُ الدين إذن، والنتيجة واحدةٌ إذا كان هنالك دينٌ أم لم يكن هنالك دين؟! كيف لا يتأثَّرُ التماسُكُ الداخليُّ للإيمانِ في داخل الكون بوجودِ مُلحِدِين تتركُهم وإلحادَهم؟!.
إن الدينَ جاء لِينقذَ الناسَ من خطرٍ هو أعظمُ من أيِّ خطرٍ في الحياة الدنيا، لِينقذَهم بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ ما دامت تُفيد، وبالقوةِ والشدةِ إذا لَزِم الأمر .. وتَركُ الملحِدِ لإلحادِه سيَنشرُ الفسادَ في الأرض، ويَمتدُّ الإلحادُ، وتَطغى الفِتنُ في الأرض كما هي تطغى اليومَ في ظِلِّ سيطرةِ النصرانية، ويُفْتَن الناسُ عْن دينِهم وإيمانهم.
ولكننا نَعجَبُ من البابا كيف يَتَّهم الإسلامَ بأنه نُشِر بالسيف، ويتناسى العالَمَ النصرانيَّ منذُ قُرونٍ طويلةٍ وهو يَحمِل كلَّ أنواع السلاح والتدميرِ