غاراتٍ متواصلةً على العالَم الإسلامي، وما زالت ممتدةً ترتكبُ أسوأَ أنواع الجرائمِ في الأرض؟! هذه الجرائمُ باسم "الديمقراطية" يقودها العالَمُ الغربيُّ باسم "النصرانية"، كذلك كما أعلنها "بوش" بأنها "حربٌ صليبيةٌ"، وكما أعلنها غَيره، وكما تنطق التصرُّفاتُ المتتاليةُ المختلفةُ من العالَم الغربي.
وموقفُ بابا الفاتيكان موقفُ العَداءِ من الإسلام والمسلمين ليس جديدًا، وإنما هي مواقفُ متكررةٌ في حقدٍ وعَداءٍ مكشوف، ولا نراه بذلك يُطبِّقُ ما يزعمونه بأنه دينُ عيسى عليه السلام.
ولا حاجةَ لأن أُذكِّرَ بابا الفاتيكان كيف تكوَّنت الكنيسةُ الكاثوليكيةُ في قَلبِ الإمبراطوريةِ الرومانية، وبعد صِدامٍ وصِراعٍ مع الوثنيةِ لمدةٍ تَزيدُ عن (٣٠٠) سنة، أثَّرت الوثنيةُ اليونانيةُ الرومانية فيها، فمنها أَخذت طقوسَها التي لم يأتِ بها عيسى عليه السلام، ومنها أَتت فكرةُ "التثليث" التي رَفَضها طائفةُ "الآريوسيين" وتمسَّكوا بالتوحيدِ الخالِصِ لله، فقَضَوا عليهم قضاءً مُبرَمًا.
وإذا كان البابا حريصًا على "الإيمانِ والعقل"، ففي كلامِه فارَقَ الإِيمان وفارَقَ العقل، وأَغْرَقَ في الافتراءِ والظلم.
نَقصِدُ من هذه الملاحظات أن نُعرِّف بابا الفاتيكان على بعضِ القضايا في الإسلام، القضايا التي هي واضحةٌ في كتاب الله! ولكننا نَظلُّ نَعجَبُ أن يَصدُرَ عن رجل في هذا المركزِ الحساسِ ما يَكشفُ عن جهلٍ كبيرٍ بالإسلام، واضطرابٍ في الإيمان ودَورِ العقل.
فالإيمانُ يَفرضُ عليه وعلى غيرِه أن لا يتحدَّثَ عن أيِّ موضوعٍ إلاَّ بعد