للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دراسته دراسةً أمينةً، ونُذكِّرُ بقوله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (٣٦)} [الإسراء: ٣٦].

والعقلُ يَفرِضُ كذلك أنْ لا يتحدَّثَ الإنسانُ عن موضوع إلاَّ بعد دراستِه دراسةً جادةً، ليكونَ أمينًا فيما يَعرِضُه، فالإيمانُ والعقلُ يَفرضانِ الأمانةَ والصدقَ وعدمَ الافتراء.

هذه ملاحظاتٌ سريعةٌ نسوقُها، عسى أن تَصِلَ إلى أُذُنِ بابا الفاتيكان، وقلبِه، لِيستفيدَ منها في حياته وآخرته.

° وفي قوله: "أرني شيئًا جديدًا أتى به محمد، فلن تَجِدَ إلاَّ ما هو شريرٌ ولا إنساني .. "!.

• فإنَّ محمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - يَردُّ على ذلك في حديثِه الشريفِ الذي يَرويه عنه أبو هريرة وأبو سعيدٍ الخُدْريُّ وأُبَيُّ بنُ كَعبٍ - رضي الله عنهم - "مَثَلي في النبيَّين كمَثَلِ رجلٍ بني دارًا، فأحسَنَها وأَكْمَلَها وأجْمَلَها، وتَرَكَ منها مَوضِعَ لَبِنَة لم يَضَعْها، فجَعَل الناسُ يطوفون بالبُنيانِ ويَعْجَبون ويقولون: لو تَمَّ موضعُ هذه اللَّبِنةِ!! فأنا في النبيين موضعُ تلك اللبِنة" (١).

وهذا تأكيدٌ على أنَّ الدينَ واحدٌ عند الله، وأنه دينٌ واحدٌ لجميعِ الرسل والأنبياء، وأنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خاتَمُ الأنبياءِ والمرسلين.

ولكننا من ناحيةٍ أخرى نَعتِبُ على أنفسِنا -نحن المسلمين-، الذين


(١) أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>