انتشروا في الأرض ملايينَ من الدعاةِ، ثم نكتشفُ كلَّ يوم أنَّ رسالةَ الإسلام لمْ تُبلَّغَ لا إلى هذا ولا إلى ذاك، وأولُ واجبِنا قبلَ أن نهاجمَ البابا هو أن نوضِّحَ له الإسلامَ، ثمَّ ندعوه بشكل واضحٍ صريحٍ إلى الإسلام، إلى دينِ عيسى عليه السلام ودينِ جميع اِلأنبياء والمرسلين، إننا ندعوه ونُلحُّ بالدعوةِ، عسى أن يَهدِيَ الله قلبَه فيؤمن فينجوَ من فتِنةِ الدنيا وعذابِ الآخرة.
لقد سَبَق أن ذَهَب وفدٌ من المسلمين إلى الفاتيكان لأجلِ الحوار! أيُّ حوارٍ كانوا يَقصِدون؟! فهم يَعرِفون موقفَ البابا من الإسلام، والبابا يعرفُ موقفَ المسلمين من الفاتيكان، وكلاهما يعرفُ أنّه لا نُقطةَ لقاءٍ بين الفريقين إلاَّ أن يتنازلَ أحدُهما عن عقيدتِه، فهذا إذن ليس حوارًا، وإنما كان يجبُ أن يدعوَ الوفدُ البابا دعوةً صريحةً إلى الإسلام، وأن تكونَ دعوة جليَّةً جريئةً لا مجاملاتِ فيها على حسابِ الحق، وهذا هو أمرُ الله لنا، فلْنستمعْ إلى ما يأمرُنا به الله: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٦٠) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١)} [آل عمران: ٦٠ - ٦١].