° شتَّانَ بين هذه الدعوةِ الواضحةِ إلى الحقِّ، وبين ما كان يَجرِي عليه الحوار! حتى لقد صَرَّح رئيسُ وفدِ الحوارِ إلى الفاتيكان أنَّ البابا قال لهم:"نحنُ لا نؤمن بأنَّ محمَّدًا رسولٌ من عند الله"! ثمَّ يتساءل: "لِمَ الحوارُ إذن؟! ".
نعم! لِمَ الحوارُ وهم لم يطلبوه ولكن أنتم طلبتموه وسعيتُم إليه! ذهبتم ولم تُبلِّغوهم دينَ الله بوضوح، كانوا جريئينَ بضلالهم، ونحنُ ضعفاءُ بالحقِّ الذي نؤمنُ به، هم لا يُجامِلون، ولا يَرقُبُون في مؤمنٍ إِلاًّ ولا ذِمَّةً، ونحن نتنازلُ كلَّ يومٍ عن شيءٍ من ديننا!!.
° ومِن أعجبِ ما قاله البابا:"أرني شيئًا جديدًا أتى به محمد، فلن تجدَ إلاَّ ما هو شريرٌ ولا إنساني"!.
فإن كان هناك شيءٌ يكشفُ الوجهَ، فلا شيءَ يَكشِفُه أكثرُ من هذا القول، وليس هذا بجهل فحسب، ولكنه افتراءٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأهمُّ ما جاء به محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -: مكارمُ الأخلاق، والحبُّ في الله، والكلمةُ الطيبةُ، والإحسانُ، وصِلَةُ الرحم، وبرُّ الوالدين، والبرُّ كله.
عَلَّمنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أَدَبَ الكلمةِ واللفظةِ، بحيث تكونُ صادقةً لا كَذِبَ فيها ولا افتراء .. معاني الإنسانيةِ الحقَّةُ لا نَجِدُها في أي رسالةٍ كما نَجِدُهْا في دينِ الإسلام دينِ جميع الأنبياءِ والرسل الذين خُتِموا بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
ولو أردتُ أن أُعدِّدَ كلَّ ما جاء به محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - من عندِ ربِّه -من الخير ومعاني الإنسانية- لاحتجتُ إلى مؤلَّفات، ولكنْ يكفي أن أقولَ: إنه جاء بما أنت بحاجةٍ إليه!.