المتحدة الأمريكية سنة ١٩٩٢، وإن أهمَّ ما خَرج به فريقُ العلماء المساهِمين فيها -وهم حوالي ٢٠٠ باحثًا لاهوتيًّا وأكاديميًّا- أن ٨٢% من الأقوال المنسوبة إلى يسوعَ لم يتفوه بها، وإنَّما صاغها كَتَبَةُ الأناجيل، وأن موتَ يسوع وبَعْثَه حَدَث في المكان وبالكيفية التي أرادها كَتَبَهُ الأناجيل .. (صفحة ٢٤ من مقدمة الكتاب الصادر عن الندوة) .. وما يأسفُ له هؤلاء العلماءُ هو الجهلُ الشديد لدى عامةِ المسيحيين بكتابهم المقدَس -وخاصةً بالعهد الجديد-، وهو مستوًى يَرَون أنه يَصِلُ إلى درجةِ الأُميَّة! واللهم لا تعليق على ما تعتبرونه مصدرًا للعقل والمنطقِ والإلهام!!.
° تقولون في خُطبتكم الموثَّرة: إن سيدَنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لم ياتِ إلاَّ بأشياءَ شريرةٍ ولا إنسانية، مِن قَبِيل أمرِه أن يَتمَّ نَشرُ ما يُبشِّر به بالسيف .. لعلَّكم لا تَجهلون أن البابا "أوربانَ الثاني" هو الذي أعلن قيامَ الحروبِ الصليبية باسم الرب في مجمع "كليرمونت"، قائلاً:"إن الله يُريدُها"، وأنه أطلق على المساهِمين فيها لقب "جُنْدِ يسوع"، وأَمَرهم بوضع علامةِ الصليب على ثيابهم وعَتادِهم، ووَعَد بغفرانِ ذنوبِهم وإعفائِهم من الضرائب، وأغدَقَ عليهم العطايا .. ويَصِفُ المؤرخ المرافقُ للحَملةِ -والمعروف باسم "لانونيم" - قائلاً:"تمَّ طَردُ المدافِعين عن المدينة "القدس" بقَتلِهم وبترِهم بالسيوف أحياءً حتى معبدِ سليمان، وقد وَقعت مَجزرةٌ لا مثيلَ لها، بحيث أن جنودَنا كانوا يَغُوصون بأقدَامِهم في الدماء حتى عراقيبهم"، ثم يُضيفُ بعد ذلك قائلاً:"لعلَّ ما أدَّى إلى نجاح ذلك الهجوم وغيرهِ الانقسامُ الذي كان سائدًا آنذاك بين المسلمين، وعندما سادت المجاعةُ أيامَ حصارِ "عكَّا" كان الصليبيون يَسْلُقون أطفالَ المسلمين ويأكلونهم ..