أذلك هو ما يندرجُ تحت مسمَّى "العقل والأعمال الإنسانية وعدم الانتشار بالسيف"؟!.
° كما تم إنشاءُ محاكم التفتيش لتواكِبَ أعمالَها ولتواصلَ ما أُطلق عليه "عصرُ الظلمات" الذي امتدَّ حوالَي ألفِ عام، بمنع الأتباع من قراءةٍ إنجيلهم، ومَنع التعليم إلاَّ على رجالِ الدين .. والمعروفُ أن الحروبَ الصليبيةَ لم تُوجَّهْ ضدَّ المسلمين وحدَهم في الأراضي المقدسة، وإنما امتدَّت إلى "إسبانيا" لِتعاونَ في اقتلاع الإسلام، كما امتدَّت إلى أوروبا وجنوبِ شرق فرنسا لاقتلاع شعوبِ "الكاتار والبوجوميل والفودوَا"، لأنهم حتى ذلك الوقت كانوا رافِضين لبدعةِ تأليه السيد المسيح .. وما تَذكُرُه المراجعُ التاريخيةُ والعِلميةُ عن عملياتِ التعذيب التي تَفنَّنت فيها محاكمُ التفتيش مِن حَرقِها الناسَ أحياءً، أو فَقْءِ عيونهم، أو انتزاع لسانهم وهم أحياءٌ، أو دَهْنِ أرجُلهم بالزيَّتِ ووضعِها فوقَ النار -بعدَ ربطِهم حتى لا يتحركوا من أماكنهم- لَيُصيبُ القارئَ بالغَثَيان .. وما كَتَبه القَسُّ "برتولوميه دي لاس كازاس" عن وحشيةِ أعمال المبشِّرين ورجالِ الكنيسة وجنودِها -عند غزوهم شعوبَ أمريكا الجنوبية- يفوقُ الخيالَ في بشاعته .. ولم يُسمَحْ بنشرِ مذكِّراته إلاَّ في أواخِرِ القرن العشرين، ولا يَسعُ المجالُ هنا للتحدُّثِ عن الحروبِ الدينية بين المسيحيين كحَربِ الخمسين عامًا، والمئةِ عامٍ، والمجازِرِ المميَّزة كمجزرةِ البروتستانت المعروفة باسم "سانت بارتليمي" .. ولا عن سَردِ كيفيةِ فَرضِ المسيحيةِ بالسيف على أوروبا وضواحيها، أو على باقي بعضِ شعوبِ العالم.