° وإذا ما تَمَّ حَصرُ أعدادِ كلِّ الذين تَمَّ قتلُهم بأمر من الكنيسة الكاثوليكية الرومية الرسولية، لَوصل إلى مئاتِ الملايين من الأبرياء، وهو ما تَذْخَرُ به المراجع .. فمِثلُ هذه الأعمالِ تندرجُ تحت أي منطق في نظر سيادتكم؟ أم لعلَّكم تباركونها لبراءتها وتسامُحِها المسيحي!.
سيادةَ الأستاذِ والباحثِ، إنَّ كلَّ ما تقدم -وأكثرَ منه بكثير- هو ثابتٌ عِلميًّا وتاريخيًّا ووثائقيًّا، بل أكثرُ منه جِدُّ كثير، ولا يَسَعُ المجالُ هنا لذِكره .. إنها مجردُ شَذَرات.
° تقولون في الفقرةِ من محاضرتكم:"إن الله لا يُحبُّ الدمَ"، ومع ذلك تصرُّون على استمرارِ العقيدةِ التي تَفرضُ على الأتباع شُربَ دمِه وأكلَ لحمِه عند تناولِ "الإفخار ستيا"، ومَن لا يؤمنُ بذلك إيمانًا قاطعًا بأنه يشربُ دَمَه فعلاً ويأكلُ لحمه فعلاً يكون كافرًا وملعونا .. ومن الواضح أن هناك العديدَ من الأتباع الذين يَنفِرون من مجردِ هذه الفكرة، وتفاوتت حِدَّةُ الصراعاتِ الرافضةِ "للإفخار ستيا" بالمعنى الكَنَسي، وكان من أشهرِ هؤلاء "جان فيكليف" الذي أدانه مَجْمَع "كونستانس" ١٤١٨ لأنه نادى بأنه الخُبزَ والنبيذَ لا يتبدَّلانِ في القربان ولا يتحوَّلان، وأن المسيحَ لا يتواجدُ فعلاً بلحمِه ودمِه في القربان، فأدان المَجمعُ كلَّ مؤلَفاتِه، واتَّهمه بالهرطقة، وبعد وفاته أَمَر المَجمعُ بنَبشِ قَبرِه لإلقاءِ عِظامه بعيدًا عن المدافنِ الكنسيَّة (المجامع المسكونية ج ٢ صفحة ٨٥٩)، ثم قام مجمعُ "لاتران" بإدخال هذا الطقس الدمويِّ ضمن عقيدة "الإِيمان"!.
وكانت آخرُ محاولةٍ مبذولةٍ لدراسةِ كيفيةِ فَرضِ فكرةِ أكلِ لحمِ المسيحِ وشُربِ دمِه فعليًّا وحقيقيًّا، ذلك العامَ الذي كرَّسه البابا "يوحنا بولس