للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قبرص"، ونصارى "جبل لبنان"، والشواهدُ كثيرة في التاريخ.

(١٠) الالتزامُ بالعهودِ والمواثيقِ في الحرب، والنهيُ عن الغَدر مهما كان العدو.

(١١) استقبالُ المستأمَن، وتعظيمُ حرمته مهما كان، وإكرامه وحمايتُه حتى يرحل.

(١٢) مشروعيةُ الجِوار من كلِّ مسلم ولو كان المُجيرُ امرأةً، وتعظيمُ حُرمةِ مَن أجاره المسلمُ، وعَدَمُ التعرُّضِ له.

وغير ذلك من الآدابِ العظيمةِ والأخلاقِ العالية التي دَلَّ الشرعُ عليها، وشَرْحُ ذلك يطول ليس هذا مَحِلَّه.

وقد تخلَّق بهذا الولاةُ والقادةُ والعلماءُ، فضَربوا أروعَ الأمثلةِ في العَدلِ والإنصافِ مع خُصومهم، خصوصًا في الصدرِ الأول من الإسلام، فصار لهم عظيمُ الأثر في البلاد والعباد، وقد نَعِمَ بذلك النصارى في كثير من البلدان، وكانوا يَخضعون لحكم الإسلام زمانًا طويلاً آمِنين مطمئِّنين، يَبذلون الجزيةَ مقابلَ حِفظِ حقوقِهم وأموالهم، وقد آثَروا بقاءَ حُكم المسلمين في بلادهم لِعَدلِهم ومساواتهم بغيرِهم، بل دَلَّت الوقائعُ على أن بعضَ النصارى كانوا يَستغيثون بالمسلمين ليُخلِّصوهم من ظلم الطائفةِ الأخرى من بني جِنسهم، وآخرون من النصارى كانوا يَثِقون بالمسلمين في عُهودِهم وصُلحِهم وهُدنتِهم مِن تَركِ القِتال، ويتبادلون المَصالحَ معهم، والتاريخُ زاخرٌ بهذا كلِّه .. والنصارى على خلافِ ذلك، عُرفوا في كثيرٍ من حروبهم ووقائعهم بالظلمِ والتعدِّي والوحشية، ولمْ يَنْسَ التاريخ أبدًا جنايةَ محاكمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>