النصرانيَّ خاويًا من كل تشريع مدنيٍّ، لأن دينَهم ليس دينًا شموليًّا يأتي على تفاصيلِ الحياة .. بل هو دينٌ هُلاميٌّ لا يرى الرُّوحَ ولا النفسَ، ولا يَحُلُّ مشكلاتِ الواقع، بل هو إلى الخرافةِ أقربُ منه إلى العقل والمنطق!.
° لا أستغربُ هذا أبدًا من رجل يَسُبُّ اللهَ حين يعتقدُ بأنه ثالثُ ثلاثة، أو أن له ولدًا، {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢)} [مريم: ٩٠ - ٩٢].
فمن يقولُ هذا يقولُ ما هو أقلُّ منه مِن سبِّ الإِسلام وتعاليمِه، ولكنَّ العجبَ كلَّ العجبِ من "بباواتنا" الذين بَصَموا على كلام البابا، وأيَّدوه، وجَعَلوا كلامَه فُرصةً لتبيينِ حقيقةِ الموقفِ من الإِسلام، وهم قد رَضَعوا مناهجَه في تعليمهم، وخالَطوا أهلَه، ولكنهم يقومون بالإنابة لهدمِ قِيَمِ الإسلام وشرائعِه حين يتَّهمونه بأنه "انتشر بالسيف"، ولا يَقصِدون انتشارَ الإسلام بالسيف بمعنى "الجهاد" الذي يُزيلُ الطواغيتَ التي تَحولُ دون المسلمين ودونَ أن يُسمعوا الناسَ هدايةَ الله، ولكنهم يَقصِدون بانتشارِ الإسلام "بالسيف" أن إكراهَ الناسِ على دينٍ لا يوافقُ العقلَ، والتاريخُ يشهدُ على طُولِه وكثرةِ معاركِ المسلمين أنهم لم يُكرهوا أحدًا على الدخول في الإسلام، بل الإسلامُ ينسابُ إلى نفوسِهم كالماءِ الرقراقِ العَذب، فيَجدون فيه لذةً لا يَجِدونها في أيِّ دين غيرِه، بل أَمِنَ "النصارى" في بلادِ المسلمين وتعايَشوا مع أهل الإسلام ما لم يأَمنوا في بلادِهم الأصليةِ بلادِ بني الأصفرِ! فأيُّ سيف يتحدثون عنه؟!.