رجلاً مرتدًّا أو نبيًّا مزيَّفًا، لا يَملِكُ سوى الادعاءاتِ والأضاليل، وفي تفسيراتِهم الأقلِّ تحفظًا صُوِّرَ محمدٌ كساحرٍ، مُعَادٍ للمسيح أو حتى أنه الشيطان ذاته، وصُوِّر الإسلامُ على أنه لون جديدٌ من الهرطقة (اليهودية، أو المسيحية)، أو على أنه ضرْبٌ جديد من الوثنية (١).
° كما يقول المستشرقُ "فنسنك": "إنَّ محمدًا كان قد اعتَمد على اليهود في مكَّة، فما لَبِثوا أن اتَّخذوا حيالَه خُطَّةَ عداء، فلم يكن له بُدٌّ من أن يلتمسَ غيرَهم ناصرًا، هناك هداه ذكاءٌ مُسدَّدٌ إلى شأنٍ جديدٍ لأبي العرب إبراهيم، وبذلك استطاع أن يَخلُصَ من يهوديَّةِ عصرِه لِيَصِلَ حَبْلَه بيهوديَّة إبراهيم".
° أما "مارتن لوثر" -مؤسس المذهب البروتستانتي-، فكان له رأيٌ شبيةٌ بذلك في الإِسلام وفي نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه كان يَستغلُّ هذا الرأيَ في الطعنِ في الكنيسة الكاثوليكية أيضًا، يُعبِّرُ عن ذلك المفكِّرُ الغربي "إن. دانيال" قائلاً: "إن لوثر ذاتَه كان وحدًا من أوائل الذين صاغوا نموذجًا جديدًا كليًّا للموقف من الإسلام، مستخدِمًا إياه -كمنوذج سلبي- في جِداله العنيفِ مع الكاثوليكية، حيث يقول: البابا والإِسلام يُشكِّلان -من حيث الجوهر- العدوَّينِ اللدودَينِ للمسيح وللكنيسةِ المقدَّسة، ولكن إذا كان الإسلامُ يمثِّلُ جَسَدَ المسيح الدجال، فإن البابا هو رأسه".
هكذا كان "لوثر" يرى الإسلام، ويصفُ النبيَّ لأنه المسيحُ الدجال، لقد كانت فترةُ ظهور البروتستانتية هي أيضًا فترةَ ازدهارٍ لمن اهتمُّوا بالهجوم