وَيقتُلون وينهبون، حتى بَلغ عددُ قتلى المسلمين (٢٧) ألفًا، وتحوَّلت معظمُ أحيائها أنقاضًا، والمساجدُ خرابًا، وتكدَّست الجثثُ في الشوارع، وجَرَتِ الدماءُ في الساحاتِ أنهارًا".
° ويقرِّر "إدوارد توماس" فظاعةَ الصليبيين وخِسَّتهم فيقول: "في "دلهي" قُبض على المَلِكِ وأسرته جميعًا، وسِيقُوا مُقيَّدين في ذِلَةٍ وانكسار، وفي الطريق أَطَلَقَ الضَّابطُ الصليبي "هيدسين" الرصاصَ على ثلاثةٍ من أبناءِ المَلِك، ثم قَطعوا رؤوسَهم، ثم سَوَّلت للذين يدَّعون الحضارةَ نفوسُهم بالبشاعة إلى حدًّ تشمئزُّ منه النفوس، فحين قدموا الطعامَ للمَلِك وهو في السجن، كانت مفاجاةً مُذهِلة عندما كَشَف الغطاء، فلم يجد طعامًا، بل وجد رؤوسَ أبنائِه الثلاثة.
وهنا تمالك الشيخ الضعيفُ نفسَه في رباطةِ جأشٍ وقال:"إن أبناءَ التيموريِّين البواسلَ يأتون هكذا إلى آبائهم مُحْمَرة وجوهُهم".
ثم أخذوا الرؤوسَ، وعلَّقوها على بوابةٍ كبيرة في "نيودلهي" تُسمَّى الآن "فوني دروازه" أي: "بوَّابة الدماء".
° يقول المؤرَّخ "سبنسر بول" شاهدًا على جرائم أهل الصليب: "إن الإنجليزَ عندما استولَوا على "دلهي" نَصبوا المشانقَ في الشوارع، وصَلَبوا (٣٠٠٠) رجل مسلم، كان منهم (٢٩) من الأسرة الحاكمة".
° ولعلَّ أفضلَ تلخيصٍ لموقفِ عَبَدَةِ الصليب من أتباع محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، هو ذلك الطلبُ الذي تقدَّم به القائدُ الإنجليزيُّ "الفنسين نكلسون" إلى سيِّده