للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفرنسا في جزائر الإسلام.

° يقول الصليبي "سانت أرنو" في خطابِ لأسرته بفرنسا: "لقد أحرَقْنا فيها (١) كل شيء، دمرنا كل شيء، الحربُ أوَّاهُ منها، ما أكثَرَ مَن هلك فيها من نساءِ وأطفالِ هاجروا إلى جِبال "الأطلس"، فقَضَوْا نَحْبَهم بين ثلوجِها، بتأثيرِ البردِ والبؤس!! ".

° وكتب في رسالةٍ أخرى لزوجته عام ١٨٤٣ م يقول: "لقد كنتُ في قبيلةِ "البزار"، فأحرقتُ أفرادَها جميعًا، ونَشرتُ حولَهم الخرابَ، أنا الآن عند "السنجا"، أُعيد فيهم الشيءَ نفسَه، ولكن على نطاقٍ واسع".

° ويقول "مونتانياك" في كتاب له بعنوان "رسائل جندي":" إنَّ أولادَ سعدٍ كانوا قد تركوا نساءَهم وأولادَهم جميعًا في"الأحراج"، وقد كان يُمكنُني أنْ أقضيَ عليهم جميعًا، ولكن لم يكن عَددُنا كافيًا للتفرُّغ لهذا.

لقد كانت مذبحةً شنيعةً حقاً، كانت المساكنُ، والخيامُ في الميادين، والشوارعُ، والأفنيةُ التي انتشرت عليها الجثثُ، في كلِّ مكان، وقُمنا بعملِ إحصائيةٍ في جوٍّ هادئٍ بعد الاستيلاء على المدينة، فبَلَغ عددُ القتلى من النساء والأطفال (٣٠٠، ٢)، أما عددُ الجرحى، فلا يَكادُ يُذكَر، لسببٍ يسير، هو أننا لم نتركْ جَرحاهم على قيدِ الحياة".

° وكتب الكونت "دي هيريسون": "فظائعُ لا مثيلَ لها، أوامرُ بالشَّنق تَصدُرُ من نفوس كالصخر، وقلوب كالحجر، أوامرُ بالرَّمْي بالرصاصِ أحيانًا، وباستعمالِ السيف أحيانًا أُخرى في أُناسٍ مساكين، جُلُّ ذنبِهم أنهم


(١) أي: في الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>