مؤيدةٌ للنازية، ودار التنافس بين هذه القُوى الثلاثُ، وأدَّى ذلك إلى حربٍ أهليةٍ نفَّذت فيها عمليات إبادةٍ منهجيةِ ضدَّ المسلمين، حتى بَلَغ عددُ الضحايا التي قَتَلها "التشتنيك" بحدود نصفِ مليون شخصٍ في البوسنة والهرسك وسنجق وكوسوف كما يذكر الأستاذ "عبد الله عاصم" في كتابه (١)، ولكنَّ الأرقامَ تختلفُ من مصدرٍ إلى مصدر، وربمَّا كان العدد النصفُ مليون يمثلُ الضحايا في المناطق كلَّها.
° ويذكر سماحةُ الحاج "محمد أمين الحسيني" في كلمته عن البوسنة والهرسك في مجلة "فلسطين" أن عددَ القتلى أَرْبَى على مِئتَيْ ألفٍ، وأن هذه الفاجعةَ كانت بتوجيهِ "دراجا ميخائيلوفتش" وزيرِ حربية يوغوسلافيا ورئيسِ العصابات الصربية للقضاء على المسلمين في "سنجق بني بازار"، وعلى المسلمين والكاثوليك في "البوسنة والهرسك"، وذلك على إِثْرِ الخلافِ الشديد بين الصرب وكرواتيا ورغبةِ كلِّ منهما بالتوسُّع وضمِّ عناصِرِهم الموزعين في البوسنة والهرسك وغيرها إليهم.
لقد استَنجد أهل البوسنة والهرسك آنَذَاك بكلِّ مَن يعرفونه لمساعدتهم على النَّجاةِ من المجازِرِ المروِّعة التي يرتكبها الصَّرب ضدَّ المسلمين العُزَّل، فاتَّصلوا بسماحةِ مفتي فلسطين الحاج "محمد أمين الحسيني" … واهتم سماحتُه بالأمر أثناءَ وجودِه في ألمانيا، ويقول سماحته:"لقد كنتُ في روما في ١٩ كانون الأول سنة ١٩٤٢ م، حينما اتَّصَل بي السيد "مصطفى بوصولا جيتش" البوشناقي الطالبُ في جامعة روما، وأنبأني بالمجزرةِ