للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوحشيةِ التي اقترفت ضدَّ المسلمين في منطقتي بوسنة وهرسك من قِبَل عصابات "التشتنيك" الصربية، ثم تتابعت الأنباءُ المُحزِنةُ تفضِّلُ تلك الفظائعَ الرهيبة" (١).

وكان للشيخ "أمين الحسيني" جَهْدٌ مشكور مع الحكومةِ الألمانيةِ والإيطالية، ووافقت الحكومةُ الألمانية على تجنيدِ الشُّبان المسلمين وتسليحِهم للدفاع عن أنفسِهم وعن عائلاتهم داخل بلادِهم، وتكوَّنت فِرقتانِ مدربتانِ: فرقة "خنجر" وفرقة "قاما"، بلغ عددُ جنودهما ٣٧ ألفًا، كما تكونت فِرَقٌ من الشرطة والحرس، حتى بَلغ مجموعُ المجاهدين كلِّهم بحدودِ مئةِ ألفٍ .. وقفت هذه القوى في وجه السَّفَّاح "ميخائيلوفتش" قائدِ المجازر والمذابح، لما حاول العودةَ إلى الاعتداء على المسلمين، فاستطاعوا بذلك إيقافَ المجازِرِ عن جميع مسلمي البَلْقَان، وقد كتب سماحة المفتي الحاج "محمد أمين الحسيني" إلى "مصطفى النَّحاس باشا" يُطلِعُه على تفاصيل عملياتِ الإبادة، ويَطلُبُ منه التدخلَ مع مَلِك يوغوسلافيا الملك "بطرس" الذي كان مقيمًا في مصر، فقام مصطفى النحاس بجَهدٍ طيِّب، وزار المَلِك، وهدَّد بإخراج جميع اليوغوسلافيين من مصرَ إذا استمرت هذه الاعتداءات .. ولقد كان "ميخائيلوفتش" من أتباع المَلِك" (٢).

لَعَن الله ميخائيلوفتش وأسكنه الله سقر جزاءَ ما فَعل بأتْباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) "ملحمة البوسنة والهرسك" (ص ٧٠، ٧١).
(٢) انظر المصدر السابق (ص ٧١ - ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>