ويُقيمُ على هذه الرُّقعةِ اكثرُ من مئةِ مليون من المسلمين في أحوالٍ وظروفٍ تفوقُ في فظاعتها وقسوتِها أظلَمَ عصورِ التاريخ الغابرة (١).
حتى إن الأجيالَ المُقبلةَ ستستحي وتخجلُ من مدنيَّتِنا الحديثةِ المعاصِرة، ومِن نُظُمِنا السياسية والخُلقيةِ والفلسفية جميعًا، عندما نذكر هذه الظروفَ القاسيةَ التي يَعيشُ فيها مئةُ مليون من بني الإنسان، دون أن تتحركَ الهيئاتُ العالميةُ لنجدتهم .. تلك الهيئاتُ التي أُسَّست لحمايةِ الكرامة الإنسانية، ولضمانِ أبسطِ الحرياتِ التي نؤمن وتؤمنون معنا بوجوبِ توفُّرِها للناس أجمعين من غيرِ نظرٍ إلى دينهم أو جِنسِهم أو لَونِهم أو لُغتِهم، فإن هناك قاسِمًا مشتركًا بين بني البشر جميعًا -وهو الإنسانية-، إننا نجأرُ بالشكوى لدى هيئتِكم الموقَّرة ضدَّ نظامِ الحكم المفروضِ بقوةِ السلاح على هؤلاء الناس، وهو نوعٌ من الحكمِ يَسعى إلى هدم كلِّ ما بَنَتْه يدُ الإنسان منذ آلافِ السنين، ويحاولُ أن يدوس بأقدامِه كل ما قَدَّسَتْه الإنسانيةُ منذ القِدم ليخلقَ عالمًا جديدًا خاليًا من الاعتقادِ بالله، لا عبادةَ فيه إلا للقوة الغاشمة والمادة الفانية.
إن أكثرَ من مئةِ مليون من المسلمين مُهدَّدٌ كِيانُهم في بلادٍ كانت يومًا ما مركزًا للحضارة الإسلامية -بل الحضارة العالمية جمعاء-".
وهذه أمثلةٌ لاضطهادِ المسلمين الذين دأبت الشيوعيةُ على مَحوِ معالِم دينِهم ومدنيتِهم.
(١) "الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام" عبد الله التل (ص ٢٢٦ - ٢٢٧).