للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

° ولله درُّ حسان - رضي الله عنه - وهو يقول لأبي سفيان بنِ الحارثِ بنِ عبد المطلب لما هجى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وذلك قبل إسلامه-:

هَجَوْتَ محمدًا فأجَبْتُ عنه … وعِندَ اللهِ في ذَاكَ الجزاءُ

هَجَوْتَ محمدًا بَرًّا تقيًّا … رسولَ اللهِ شيمتُه الوفاءُ (١)

أتَهْجُوهُ وَلستَ له بكُفْءٍ … فشرُّكما لِخَيْركُما الفِدَاءُ

فإنَّ أبي ووالدَهُ وعِرْضي … لِعِرْضِ محمدٍ منكم وِقَاءُ (٢)

نعم .. إن أعراضنا ودماءَنا وأنفُسَنا وأهلينا فداءٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..

عِرضي فدا عرضِ الحبيبِ محمدٍ … وفِداهُ مُهجةُ خافقي وجَناني

وفداهُ كُلُّ صغيرِنا وكبيرِنا … وفداهُ ما نظرت له العينانِ

ننافحُ عنه وذاك عزُّ الدهر .. ونمدحه وهذا علوٌّ وسموّ .. ونقول:

عذرًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ننافح عن سيِّد السادات، وذاك بَهاءُ وعز الدهر .. ونمدحه وذاك علوٌّ وسموٌّ، وتَقصر كلماتُنا مهما أوتينا من لَسَنٍ وفصاحة أن نوفِّيه عُشْرَ معشار قَدْره - صلى الله عليه وسلم - ..

بمديحِهِ العَطِرِ المَنيفِ تَعَطَّرَتْ … وتطهَّرَتْ وتنوَّرْتَ أوْزَانِي

يُعطِي القَرِيضَ غَضاضةً ونضارةً … وفَصاحةً تُرْبِي على سُحْبَانِ (٣)


(١) عند ابن عساكر (٤/ ١٢٧):
هجوت محمدًا برًّا حنيفًا … رسولَ الله شيمته الوفاء
وفي "الاستيعاب" (ص ٤٧٤):
هجوت مُطَهَّرًا برًّا حنيفًا … أمينَ الله شيمته الوفاء
(٢) "ديوان حسان بن ثابت" (ص ٧٦) -تحقيق دكتور سيد حنفي- دار المعارف.
(٣) ديوان الصرصري: ورقة ١١٥ .. انظر "المدائح النبوية حتى نهاية العصر المملوكي" - للدكتور محمود سالم محمد - دار الفكر - سورية.

<<  <  ج: ص:  >  >>