للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا تَخَفْ من عينِ حاسد، ولا مِن كيد كائد، ولا مِن مَكْرِ ماكر، ولا مِن خُبثِ كافر، ولا من حِيلةِ فاجر؛ لأن الله حسبُك.

{حَسْبُكَ اللهُ}، مِن صولةِ الباطل، ودعايةِ الشِّرك، وجَلَبَةِ الخصوم، ووعيدِ اليهود، وخُبْثِ النصارى وكفرِهم، وتَربُّص المنافقين، وشماتةِ الحاسدين.

{حسْبُكَ اللهُ} .. إذا أعرَضَ القريب، وشَمِت العدو .. إذا أتت المصائب، وتوالَتِ الخطوب، وحفَّتِ النكبات.

{حَسْبُكَ اللهُ} .. إذا أبطأ النصرُ، وتأخرَّ الفتح، واشتدَّ الكرب، وادْلَهمَّ الخَطْب .. أنت مَحفوظٌ لأنك بعين الله، وأنت محروسٌ لأنك خليلُه، وأنت في رعياته لأنك رسولُه، وأنت في حِمايته لأنك عبدُه المُجتبَى، ونبيُّه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولأنك الجوهرة اليتمية التي ما جاد بِمثلها الزمان -مِن قَبَلك ولا من بعدِك- إلى أن يَرِثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها.

° قال ابن عباس - رضي الله عنه - ولله درُّه -: "واللهِ ما خَلَق الله وما ذَرَأ وما بَرَأ نَفْسًا أكرمَ عليه من محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - .. وما أقسَمَ اللهُ بحياةِ أحدٍ غيره".

* قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: ٧٢] ..

فهو الذي تَمَّ معناهُ وصورتُهُ … ثُم اصطفاه خليلاً بارئُ النَّسَمِ

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>