للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بقاء.

والخيرُ الأصيل لا يموتُ ولا يَذوِي، مهما زَحَمه الشرُّ وأَخَذ عليه الطريق .. والشرُّ كذلك لا يعيشُ، بل يتهالكُ ويتهشَّم، مهما تضخَّم واستطال.

إنَّ الخيرَ بخير! وإنَّ الشرَّ بِشَر.

* {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ} {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ}:

كلامُ الملوك ملوكُ الكلام، فقد تكفَّل اللهُ بنصرِ نبيِّه .. فقد نصَرَه الله .. هكذا أتت بصيغة الماضي .. قبل هذا الوجود .. وقبل خَلقِ السماوات والأرض بخمسين ألفَ سَنةٍ حين قدَّر الله مقاديرَ الخلائق .. بل قبل ذلك .. فالقرآن من كلام الله، وكلامُ الله صفة لله .. انتهت القصة والأيامُ كفيلةٌ بإبرازِ ذلك .. يَبقى ذِكرُه، ويتولَّى الله نُصرتَه، ويذهبُ شانؤوه إلى مزابلِ التاريخ.

{حَسْبُكَ اللهُ}، يَكفيك من كلِّ ما أهمَّك، يَحفظُك في الأزمات، وَيرعاك في المُلِمَّات، ويَحميك في المُدْلَهمَّات.

{حَسْبُكَ الله}، فهو ناصرُك على كلِّ عدو، ومُظهِرك على كلِّ خَصم، ومؤيِّدك في كلِّ أمر، يُعطيك إذا سألت، ويغفرُ لك إذا استغفرت، وَيزيدُك إذا شكرت، ويَذكُرُك إذا ذَكرت، وينصرك إذا حاربت، ويوفِّقك إذا حَكمت.

{حَسْبُكَ اللهُ}، يَمنحُك العِزَّ بلا عشيرة، والغِنَى بلا مال، والحفظَ بلا حَرَس، فأنت المُظَفَّر؛ لأنَّ الله حَسْبُك! وأنت المُوفَّق لأنَّ الله حَسْبُك،

<<  <  ج: ص:  >  >>