وأُبرمت اتفاقية سلامٍ بينهم وبين القوات الروسية، نَفَّذوا بُنودَها بأمانةٍ وشرفٍ، وأفرجوا عن جميع الأسرى الروس دون أن يَمَسُّوا أحدًا منهم بسوء، أما الروسُ، فكانوا أبعدَ ما يكونون عن الأمانةِ والشرف، فلم يعبؤوا بتنفيذِ الاتفاقيةِ التي وَقَّعوها، لم يَفوا بوعودهم وعهودِهم، وكان لديهم ألفَا سجينٍ مدنيٍّ قتلوهم بلا محاكماتٍ ولا توجيهِ تُهَم إليهم.
وكان سلوكهم في الحرب سلوكَ قَتَلَةٍ وقُطَّاع طرقٍ لا سلوكَ محارِبين، وفيما يلي نموذجٌ واحدٌ من مئاتِ الجرائم التي ارتكبوها أثناءَ الحرب في حقِّ المدنيين:
فقد قامت القواتُ الروسيةُ في ٥ إبريل ١٩٩٥ م باقتحام قرية "سامشكي" الشيشانية، وأوقعوا بالأهالي المسلمين مجزرةً وحشيةً.
° يقول شهود العيان: "توجَّهْنا إلى القرية بعد خروج الروس منها لنتحققَ من خبر شاع في المنطقة بأن مجزرةً ما حَدثت في مدرسةِ أطفال القرية، فلما وَصَلْنا إلى المدرسة هالنا منظرُ عشراتٍ من جُثثِ الأطفال ممزَّقةٍ بالرصاص في أرجاءِ المدرسة، وكان هناك نساءٌ من أمهاتِ الأطفال وأقارِبهم يحاوِلْنَ جَمْعَ الأشلاء المبعثَرةِ لدفنها، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى منزلٍ أشار إليه الأهالي، فدخلناه لَنفاجأَ بمشهدٍ مروِّع لجُثثِ أطفالٍ مشنوقين بأسلاك كهرباء، معلَّقين في سقف المنزل، كانت عيونُهم جاحظةً ووجوهُهم متورِّمة .. لقد هرب هؤلاء الأطفالُ من مجزرةِ المدرسة، ولكن تتبَّعهم الجنود الروسُ إلى حيث عثروا عليهم مختبِئين في ذلك المنزل، فأمسكوا بهم وشَنقوهم هناك، ولم يَكتفِ الروسُ بقتل الأطفالِ فقط، وإنما