قاموا بإحراقِ ثلاثينَ جثةً رأيناها مبعثرةً حولَ المنزلِ المنحوس".
° فماذا فَعل الروسُ بعد المجزرة؟ لقد أحاطوا القريةَ بسِياج، ومَنعوا الدخولَ إليها لمدةِ ثلاثةِ أيام في محاولةِ لإخفاءِ معالِم جريمتهم، ولكن يبدو أنه لم يكن لديهم الوقتُ الكافي لطَمسِ كل آثارِ المجزرةِ، فأشعلوا النارَ في جُثثِ الأطفال قبلَ أن يَرحلوا (انظر في هذه الواقعة تقارير منظمة العفو الدولية في نوفمبر ١٩٩٥ م).
° وفي الجولة الثانية من الحربِ التي بدأت في سبتمبر ١٩٩٩ م -ولا تزال تطوراتُها المأساويةُ تطالِعُنا حتى اليوم-، ارتكبت القواتُ المسلحةُ الروسية جرائمَ وحشيةَ ضد المدنيين، عَرَفنا أطرافًا منها، وخَفِيَ عنَّا الكثيرُ من حقائقها وتفاصيلها؛ وذلك بسبب التعتيم الإعلاميِّ الذي تَفرِضُه السلطات الروسية بالقوةِ والتهديد بالقتل، فالصحفيون الروس ممنوعون من دخولِ أراضي الشيشان، أو التحدَّثِ مع الشيشانيين، وقد صرح بعضُهم أن تهديداتٍ بالقتل وجِّهت إليهم من مصادرَ أمنيةٍ إذا تحايلوا على الدخولِ إلى الشيشان أو نَشروا أخبارًا أو صورًا عن الحربِ غيرَ تلك التي تنشرُها السلطاتُ الرسمية في أجهزةِ إعلامها.
° وفي ٣٠ ديسمبر ١٩٩٩ م أَفرجت السلطات الروسية عن سبعةٍ من الصحفيين الأجانبِ تمكَّنوا من دخول الشيشان، وأذاعوا أخبارًا عن وجودِ مقابرَ جماعيةٍ ومجازِرَ وقعت في بلدةِ "خان يورت"، فقَبضت عليهم السلطاتُ الروسية وحَجَزتهم عدةَ أيام بحجَّةِ التحقيق معهم لدخولهم -إلى الشيشانِ بدون تصريح رسميّ، وصادرت الأفلامَ التي كانت معهم، ولكنْ تمكَّن بعضُهم من تهريبِ بعضِ صورٍ للقتلى وللمقابر الجماعية.