° في "الأوبزرفر" البريطانية قصةُ المأساةِ التي تَعيشُها قريةُ "سامشكي" مرةً ثانيةً في الحرب الحالية بعد مرورِ أربعةِ أعوامٍ على مجزرتِها السابقة، فقد قامت الصحفية" إميلدا جنتلمان" بتحقيق تحت عنوان "أسرار الحرب الانتقامية: الرعب في الشيشان محجوب عن العالم"، تحكي فيه قصةَ القرية من خلال مأساةٍ حَلَّت بأسرةٍ فيها تقول: ("مدينا عبد الرحمانوف" فتاةٌ شيشانية كَسر الروس ساقَها في الحرب السابقة، وفي هذه الحرب قَطعوا ساقَها وذراعيها جميعًا، إنها فتاة في الثانيةِ والعشرين من عمرها، مَكثت المرةَ الأولى خمسةَ أشهُر في المستشفى بعد هجوم إبريل ١٩٩٥ م، وهي ترقدُ الآن في المستشفى للمرة الثانية غارقةً في أوجاع لا تُحتمل، أجريت لها عدةُ عملياتٍ جراحيةٍ، ولكنها لم تَنجح، وهي لا تدري كم من الوقت ستبقى في المستشفى.
والدةُ "مدينا" عمرها ٤٢ سنة واسمُها "خافا" كانت تعملُ محاسبةً في مصنع تعليبِ أغذيةٍ، تقول: كنتُ أُجهزُ طعامَ العَشاءِ في مطبغ مُظلِم بدونِ كهرباء ولا غاز، عندما رأيتُ الطائراتِ الروسيةَ تُحلّقُ فوقَ القرية في الشهرِ الماضي، فأَسرعتُ أنا وابنتي إلى مخبإٍ بأسفل البيت، هو غرفةٌ صغيرة كنَّا نحفظُ فيها محصولَ البطاطس، وكنا قد أعددناه لنأويَ إليه أثناءَ الغارات في الحربِ السابقة، ولم تَزَلِ الشموعُ موجودةً به، كانت أصواتُ الانفجاراتِ تَصُمّ الآذانَ، فكنا لذلك صامِتين أثناءَ القَصْف، وبين الغارةِ والأخرى كنَّا نتحدثُ أحيانًا ماذا سنفعلُ إذا نَجَوْنا من هذه الحربِ؟ وكيف سيكونُ الحالُ إذا قُتلنا؟.
"سامشكي" التي كانت رمزًا للدمار التي أحدثتْه القواتُ الروسيةُ في