الحرب الشيشانية الأولى، أصبح سكَّانُها أشدَ رُعبًا من القصفِ هذه المرة، ولذلك اتفقت إدارةُ القريةِ مع القواتِ الروسية أن تُخلِيَ القريةَ من المتمردين في مقابل ضمانٍ من القواتِ الروسيةِ ألاَّ تهاجمَ القريةَ. تقول "خافا": "كنا نعرفُ أنه ليس عندنا متمردون ولا مسلحون فيما عدا بعضَ صبيانٍ كانوا يَلبَسون زِي المقاتِلين وَيمشُون مزهوِّين في القرية، وقد اقتنعوا بالرحيل عن القريةِ والالتحاقِ بالمقاتِلين في "جروزني"، وعَلِم الروسُ بالأمر، ومع ذلك قَذَفوا القريةَ بوابلٍ من القنابل"، وهكذا قالت "إيمان أفديفيا" عندما تحدثنا إليها في عَربةِ قطارٍ قديمةٍ هي ملجؤها في "إنجوشيا" بعد خروجِها من القرية لتعيشَ فيها مع أطفالها الأربعة).
° وتمضي "ميلدا جنتلمان" في استكمالِ قصة "سامشكي" المنكوبة، فتكتب على لسان لاجئ ٍآخر كان يَعملُ بالشرطة الشيشانية هو "وحيد دربيشيف": "حدث أعنفُ هجومٍ روسي علينا يوم ٢٣ أكتوبر استمر لمدةِ ساعةٍ ونصفٍ متواصلةٍ، كانت الصواريخُ تُمرق سكونَ الليل في القرية وتتساقطُ علينا من كل ناحية، وفي الصباح خرجنا إلى قائدِ القواتِ الروسيةِ المرابِطِ خارجَ القرية، فقالت لنا: "لقد كان خطأً"، ووعد ألا يتكررَ هذا الخطأ، وكان علينا أن نَقبلَ الوعد، فلم يكن في مقدورنا الخروجُ من القريةِ والرحيلُ إلى "إنجوشيا"؛ لأن الطريقَ الذي كان مفتوحًا لسَفَرِ اللاجئين أغلقه الروسُ بحُجةِ أنهم لا يستطيعون التمييزَ بين الأهالي وبين الإرهابيين، وفي ٢٥ أكتوبر عاد الروسُ لقَصفِ القريةِ مرةً أخرى، وفي هذا الهجومِ ارتَفع عددُ الضحايا كثيرًا، وغضب الأهالي، فذهبوا يَشكون إلى إدارة القرية، فقيل لهم: "لا حيلةَ لنا مع الروس إنهم يَعِدُون وُيخلِفون".