استمَّر القصفُ بعد ذلك لعدةِ أيام دون انقطاع والأهالي قابعون في المخابئ لم يجرؤ أحدٌ على الخروج أثناءَ النهار، كانت المحلاَّت التجارية مغلقةً، ولم يَذهبْ أحدٌ إلى العمل، فالمصانع أيضًا كانت مغلقة".
° وتمضي "إميلدا جنتلمان" تستكمل قصةَ قرية" سامشكي" على ألسِنةِ أهلها في المهجر: "بعيدًا في إنجوشيا التقيتُ بالطفل "رستم دربيشيف" ١٢ سنة كانت أسرتُه قد أرسلته إلى إنجوشيا ليعيشَ في خَيمةٍ مع إخوته الثلاثة .. يقول: بدأ الروس يَقصِفون القرية، ثم دخلوها وقتلوا ابنةَ عمتي، وقتلوا جدي برصاصةٍ في ظهرِه، وكَذَبوا علينا عندما قالوا: إنها كانت حادثةً، لقد بدأتُ أكرهُ الروسَ من قلبي.
ويعقِّبُ "وحيد أبو رستم" يَصِف الهجومَ الذي قُتلت فيه ابنةُ أخته: بدأ الهجوم الساعة ٨.١٩ مساء يوم ٢٦ أكتوبر، واستمرَّ طول الليل .. كل شيء في القرية كان يحترق .. لم نكن قد تمكَنَّا من إعادةِ قطيع الماشية من الحقول .. وكان الروس ُيقتُلون كلَّ شيءٍ حيّ يتحرك على الأرض .. قتلوا البقرَ والكلابَ والقِططَ لم يتركوا شيئًا .. في تلك الليلة قُصف منزلُ أختي فأُصيبت في رأسها وعمودِها الفَقري، وقُتلت ابنتها على الفور .. في الصباح أسرعت إلى منزل أُختي، فحَمَلتها إلى المستشفى .. ولكني وجدتُ المستشفئ مليئةً بالجرحى .. رأيتُ الجحيمَ في المستشفى: أكوامٌ من البشر بدون أذرعٍ وبدون أرجل، وأنينٌ يفوقُ الاحتمال .. نَصَحني الطبيب أن نَذهبَ إلى مستشفى أخرى، فأخذتُها وذهبُ، وكانت الطائراتُ الروسية تحومُ فوق رؤوسنا .. كانت أختي تهلوسُ ودرجة حرارتِها مرتفعةٌ، وتقول