للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتَخِرُّ تَحْتَ العَرْشِ تَرْجُو رحْمةً: … إِنْ أَمْهَلَ البَاغِينَ ألاَّ تُسْفِرُ

والأرْضُ مِنْ حَنَقٍ تَمُورُ زَلازِلاً … وتَوَدُّ لَوْ تَئِدُ العُصَاةَ وتَقْبُرُ

حَتَّى النَّسِيمُ العَذْبُ يُعْلِنُ ثَوْرَةً … ويَثُورُ إِعْصَارًا يُبِيدُ .. يُدَمِّرُ

ضَجَّ الوُجُودُ بِنَا وثَارَ جَمَادُهُ … أَنْ يُسْتَضَامَ بِهِ النَّبِيُّ الأنْوَرُ

* * *

أَعِصَابَةَ "البَقَرِ الحَلُوبِ" رُوَيْدَكُمْ … فَسَوَائِمُ (١) الأبْقَارِ منكُمْ أحْضرُ (٢)!

مَا كُنْتُ أَهْوَى أَنْ أَسُومَ قَطِيعَكُمْ … بِنِصَالِ قَافِيَةٍ تَفُلُّ (٣) و"تَنْحَرُ"

مَا كنتُ أهْوَى لَا لِرِفعَةِ قَدْرِكِمْ … فَلأَنْتُمُ أَدْنَى لَدَيَّ وأحْقَر

لكِنْ لأسْمُوَ فَوْقَ وَهْدَةِ وَحلِكُمْ … حَيْثُ الجِنَانُ ومِسْكُهُنَّ الأذْفَرُ

لكِنَّكُمْ تَأبَوْنِ غَيْرَ قَصِيدَة … تبدِي سُعَارَ "جُنُونِكُمْ" وتُحذِّرُ

وكذلك الأبْقَارُ يُعْضِلُها (٤) الحِجا (٥) … ويسُوسُهَا السَّوْطُ الرفيعَ ويزْجرُ!

فَلتُفْسَحُوا لِي ضيِّقَاتِ صُدُورِكُمْ … أَجْلُوا غِشاوَةَ قَلبِهَا واطَهِّرُ

* * *

أَيْنَ الحَضَارَةُ يَا رَجِيعَ (٦) حَضَارَةٍ … رَعْنَاءَ مِنْ وَحْلِ البَذَاءَةِ تَسْكَرُ!


(١) سوائم: جمْع سائمة: الإبل التي تُتْرَك ترعى حيث شاءت.
(٢) أحْضر: أكثر تحضُّرًا.
(٣) تَفُلُّ: فَل السيف: ثَلَمَه وكسر حدّه.
(٤) يُعضِلُها: أعْضَلَه الأمر: غَلَبه، والمقصود: أنها لا تعقل.
(٥) الحِجا: العَقْل.
(٦) رجيع: عَذْرة: غائط.

<<  <  ج: ص:  >  >>