للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمِنَ الحَضَارَةِ أنْ أسُبَّ جَهَالَةً … مَنْ لَسْتُ أَدْرِي سَمْتَهُ بَلْ أَسْبُرُ (١)

أتَرَوْنَ خَيْرَ الخَلقِ صَبًّا وَالِهًا … فَمُنَاهُ مِنْ خَلفِ النِّسَاءِ تَقَصَّرُ؟!

أوَمَا خَبَرْتُمْ كَمْ تَزَوَّجَ ثيبا (٢)؟! … والزَّهْرُ بَعْدَ قِطَافِهِ مَا يَسْحَرُ!

ما رَامَ أَبكَارًا هُنَالِكَ خُرَّدًا (٣) … يَنْدَى لَهُن الحُسْنُ بَلْ يَتَخَدَّرُ

بَلْ للأرَامِلِ كَيْ يَصُونَ عَفَافَهَا … فَتَقَر حَاضِنَةٌ وَيَحْلُمُ قُصَّرُ

وَيَلُمُّ شَعْثَ قَبَائِلٍ حَوْلَ الهُدَى … فَيَضُمُّ أقْطَارًا (٤) لها ويُصَاهِرُ

وَلِحِكْمَة لَسْنَا نَرَاحُ (٥) طُيُوبَهَ … ولَئِنْ تَفَانَى فِي سَنَاها النَّاظِرُ

هُوَ إِنما بالوَحْي عَاشَ حَيَاتَه … بالوَحْى ما يبدِي وُيخْفِي الخَاطِرُ

مَا إِنْ يُجَاوِزُ امْرَهُ وسَبيلَهُ … لله إِذ يَرْسُو وإِذْ هُوَ يبحِرُ

أُحُثَالَةَ الشُّذاذِ أنْتُم مَن هَجَى … مِنَّا الرسولَ وراحَ فيه يُغَامِرُ؟!

أتَرَوْنَ تَعْدَادَ الحَلائِلِ (٦) سُبَّةً … وجَريمةً نَكْرَاءَ مَا إِنْ تُغْفَرُ؟!

فَقَطيعُكُم أبَدًا يُدِنْدِنُ حَوْلَها … ويَحُومُ حَول رَبِيعِها وَيُخَوِّرُ (٧)

لَكِن تَعْدَادَ الخَلائِلِ رِفْعَةً … عَليَاءَ مَا يَرْقَى لها مُتَأخِّرُ!!


(١) أسبر: سبر الشيء: خَبَرَه.
(٢) ثَيَبَا: الثيِّب: المرأة التي سبق لها الزواج.
(٣) خُرَدَّا: جمع خريدة: وهي البكر التي لم تُمَسّ قط، الحَييَّة، الطويلة السكوت من حياء لا من ذُلِّ، الخافضة الصوت، الخفرة المُستترة.
(٤) أقطارًا: جوانبًا.
(٥) نراحُ: راح الشيء يريحه: وجد رائحته.
(٦) الحلائل: جمع الحليلة: الزوجة.
(٧) الخُوار: صوت الثور وما اشتد من صوت البقرة والعِجْل.

<<  <  ج: ص:  >  >>