للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مباشرًا، ونَشَرْنا في تلك الربوع مكامنَ التبشير المسيحيِّ والكنائس والجمعيات، وفي المدارس الكثيرةِ التي تُسيطرُ عليها الدولُ الأوربية والأمريكية وفي مراكز كثيرة .. إنكم أعددتم بوسائلكم جميعَ العقول في الممالكِ الإسلامية إلى قبولِ السَّيرِ في الطريق الذي مهدتم له كلَّ التمهيد (إخراج المسلم من الإسلام)، إنكم أعددتم نشئًا لا يَعرفُ الصلةَ بالله، ولا يريدُ أن يعرفَها، وأخرجتم المسلمَ من الإسلام، ولم تُدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشءُ الإسلاميُ طبقًا لما أراده له الاستعمار، لا يهتمُّ بالعظائم، ويحب الراحةَ والكسل، فإذا تعلَّم فللشهوات، وإن تبوَّأ أسمى المراكزِ ففي سبيل الشهوات" (١).

ومن وسائل الغزوِ الصليبي في العصر الحديث: التركيزُ على إفسادِ المرأةِ وإبعادِها عن دينها، وكذلك العملُ على إفسادِ أبناءِ الحُكَّام في البلاد الإسلامة بإنشاءِ معاهدَ ومدارسَ خاصةٍ لهم، يقومُ على تربيتهم صليبيون حاقدون على الإسلام وأهلِه ليجتالوهم عن دينهم (٢)، وما أُنشئت كلية


(١) "جذور النبلاء" لعبد الله التل (٢٧٥ - ٢٧٦).
(٢) وهؤلاء الخبثاءُ قد يَفتحون بعضَ أبواب الخيرِ للمسلمين، ليُوقعوهم في ما هو أعظمُ وأخطر .. واستمعْ معي إلى هذه القصة: قال بعضُ الدعاة: (ذهبنا إلَى الدعوة في "نيجيريا"، فوجدنا مسجدًا في إحدى القُرى، فسألنا: مَنِ بَنَى هذا المسجد؟ فقيل: بناه رجلٌ نصرانِي .. فتعحبنا، وقلنا: سبحان الله! نصراني يبني مسجداً؟ فقيل لنا: ليس هذا فحسب، بل لقد بنَى مَدرسةً لأولادنا أيضًا .. فذهبنا إلى هذه المدرسة، ووجدنا فيها مَجموعةً من الأولاد جالسين، فأردنا أن نَختبِرهم .. فكتبنا على "السبورة": مَن ربُّك؟ فرفع الأولاد أصابعَهم طلبًا للإجابة .. فاختَرْنا صبيًّا منهم، فقام وقال: ربِّي المسيح) .. ولا تعليق!! -. من كتاب: "قصص رائعة من الأشرطة"، لِمحمد بن يَحيي مفرح (٩٢، ٩٣ - ط: دار العاصمة).

<<  <  ج: ص:  >  >>