"فكتوريا" على يد "كرومر" إلا لإفسادِ هؤلاءِ الأبناءِ وتغريبهم ليفكروا بعقليةِ الغزاة الصليبيين، وهذا ما صرَّح به اللورد "لوبد" الممثل البريطاني في مصرَ، فقد قال في خطبةِ له في كلية "فكتوريا" بالإسكندرية سنة ١٩٣٦ عن طَلَبةِ هذا المعهد:"كلُّ هؤلاء لا يَمضي عليهم وقتٌ طويلٌ حتى يتشبَّعوا بوجهةِ النظر البريطانية، بفضل العِشْرةِ الوثيقةِ بين المعلمين والتلاميذِ، فيصيروا قادِرين على أن يَفهموا أساليبَنا ويَعطِفوا عليها"(١).
* وعن الدَّورِ التبشيريِّ الخطيرِ القذرِ الذي تلعبه الجامعةُ الأمريكية بمصر، يحدّثنا البطُل "عبد القادر الحسيني" في تجربة خاصة معه فيقول: "تدَّعي إدارةُ الجامعةِ الأمريكية بالقاهرة أنها علمية محضة، وليس لها أدنى علاقةِ بالتبشير، وهي تتبرأُ مما حَصَل في المعادي حيث يسكنُ أساتذتُها المبشرون، وفيهم من أُرسل خصيصًا على حسابِ أحدِ الموسِرين الكبار للتبشير، وادعاءُ الجامعة أنها علمية ليس صحيحًا، وإليك حُجَّتي وأدلتي الواضحة:
من هو رئيس الجامعة؟:
رئيسُ الجامعة هو الدكتور "شارلز واطسون" مبشِّر، ووالدُه وأُمُّه مُبَشِّرانِ، فهو من سُلالةِ مبشِّرين، وإني أَستشهدُ على ذلك بكتابه المسمى: "حروب صليبية مسيحية في مصر"، ويعني بهذا الحروبِ الحملةَ التبشيريةَ، وقد قال في مقدمةِ ذلك الكتاب: "أُهديه لأمي وأبي اللذين قضيا حياتَهما مبشِّرينَ في مصر".
(١) انظر "مجتمعنا المعاصر" (ص ٢٩٤) للدكتور محمد عبد القادر أبو فارس، نقلاً عن كتاب التبشير والاستعمار.