عارفًا بمحلِّ المناقشة، وأن يستعملَ التشبيهَ والتمثيلَ أكثَرَ مما يَستعملُ القواعد المنطقية.
ز- ضرورةُ كونِ المبشِّرِ خبيرًا بالنفس الشرقية.
وناقَشَ المؤتمرُ الصعوباتِ التي يُلاقيها المبشرون لدى تبشير المتنوِّرين من المسلمين، وهذه الصعوباتُ هي التي جَعلت المؤتمرُ يَبحثُ في الوسائل التي يكونُ لها تأثير ما على عقيدةِ الأجيالِ الناشئةِ الإسلاميةِ المتنوِّرة.
° وهنا قال أمين سر المؤتمر:"إن الخُطةَ العَدائيةَ التي انتهجها الشُّبَّانُ المسلمون المتعلِّمون ضدَّ المبشرين؛ اضطَرَّتِ المبشرين في القطرِ المِصري إلى محاولةِ إعادةِ ثقةِ الشُّبانِ المسلمين بهم، فصار هؤلاء المبشرون يُلقُون محاضراتِهم في موضوعاتٍ اجتماعيةٍ وخُلُقيةٍ وتاريخية، ولا يستطردون فيها إلى مباحثَ دينية، رغبةً في جلبِ قلوبِ المسلمين إليهم".
وأنشؤوا بعدَ ذلك في القاهرة مجلةً أسبوعيةً اسمها:"الشرق والغرب"، افتتحوا فيها بابًا غيرَ ديني، وأخذوا يبحثون فيه أمورًا تتعلقُ بالشؤون الاجتماعية والتاريخية، وأسسوا أيضًا مكتبةً لبيع الكُتب بأثمانٍ قليلة، والغرضُ من ذلك اجتلاب الزبائن، ومحادثتهم أثناء البيع.
° وبعدَ ثلاثِ سنواتٍ فقط تَسنَّى للمبشرين أن يَتوصلوا إلى النتائج التالية:
الأولى: أنهم عَرفوا أحوال البلاد، وأفكارَ المسلمين، وشُعورَهم، وعواطفَهم، وميولَهم.
الثانية: أنهم حَصُلوا على ثقةِ عددٍ من المسلمين بهم.