الثالثة: أن المبشَّرين تحقَّقوا أنهم بتظاهُرِهم في وِدادِ المسلمين، ومَيلِهم إلى ما تَطمح إليه نفوسُهم من الاستقلالِ السياسي والاجتماعيِّ والنشأةِ القومية، يمكنُهم أن يَدخلوا إلى قلوبهم.
ثم عَرَض أمينُ سرِّ المؤتمر اقتراحًا بتأسيسِ مدرسةٍ جامعةٍ تشتركُ فيها المؤسساتُ التبشيريةُ كلُّها، على اختلافِ مذاهبِها لِتتمكَّنَ من مزاحمةِ الجامع الأزهر بسهولة، وتتكفَّلُ هذه المدرسةُ الجامعةُ بإتقانِ تعليم اللغة العربية، وقال:"إن في الإمكانِ مباشرةَ هذا العمل في دائرةٍ صغيرة".
ثم اقتَرح أحدُ المندوبين في المؤتمرِ أن تُراجَعَ المؤلفات التي قَدُم عليها العهدُ لإصلاحها، واستخدامِها في تبشير "المسلمين المتنورين، الذين اقتبسوا علومَهم في المعاهدِ العصرية، مثل مدرسةِ أكسفورد وبرلين، وأشار إلى وجوب تخفيفِ اللهجةِ في المجادلاتِ الدينية.
ثم بَحَث المؤتمرُ بعد ذلك في مسألةِ إرسالياتِ التبشيرِ الطبية، فقام المستر "هارير" وأبان عن وجوبِ الإكثارِ من الإرسالياتِ الطبية، لأن رجالَها يحتكُّون دائمًا بالجماهير، ويكونُ لهم تأثيرٌ على المسلمين أكثَرَ مما للمبشرين الآخرين.
ثم قام الدكتور "اراهارس" طبيبُ إرسالية التبشير في طرابلس الشام، فقال: إنه قد مر عليه اثنان وثلاثون عامًا، وهو في مِهنته التبشيرية عن طريقِ الطب، فلم يَفشَلْ إلاَّ مرتينِ فقط، ذلك عَقِبَ مَنع الحكومةِ العثمانيةِ أو أحدِ الشيوخ لاثنين من زبائنِه من الحضورِ إليه.
° وأورد إحصاءً لزبائنه فقال: "إن (٦٨) في المئة منهم مسلمون،