° وقد جاء في مجلة "العالم الإسلامي" الفرنسية التبشيرية لدى حديثِها عن هذا المؤتمر: "وأعمالُ مؤتمرِ إدنبرج لم تكن حِبْرًا على ورق، بدليل أن المؤتمرَ الاستعماريَّ الألمانيَّ الذي عُقد عَقِبَ مؤتمرِ إدنبرج التبشيري اهتمَّ بأمرِ إرسالياتِ التبشير الجرمانية، حتى خُيِّل إلى الناسِ أن هذا المؤتمرَ الاستعماريَّ السياسي تحوَّل إلى مؤتمو تبشيري ديني".
ونشرت "مجلة الشرق المسيحي" التابعةُ لجمعية التبشير الشرقيةِ الألمانية مقالةً بقلم المبِشِّر الألماني "فون لبسيوس" تحتَ عنوان "دخول التبشير العام في طور جديد"، ذَكر فيها أهميةَ مؤتمرِ إدنبرج الذي أبان عن ارتقاءٍ في أعمال المبشرين، وقد حَضر في هذا المؤتمر مئتانِ وألفُ مندوبٍ، منهم بعض كبارِ السياسيين في دول عالمية كبرى.
واقتبس صاحبُ هذه المقالة من مستندات مؤتمر "إدنبرج" أنَّ عددَ جيشِ المبشرين البروتستانت قد بَلَغ (٩٨٣٨٨) ثمانيةً وتسعين ألفًا وثلاثَمِئةٍ وثمانيةً وثمانين، تَعضُدُهم لِجان يبلغُ عددُ أعضائِها خمسةً ملايين ونصف المليون، يُضافُ إلى ذلك أعداد كثيرةٌ أخرى من رجالٍ ونساءٍ وطلابٍ وأساتذةٍ وأطباءَ وممرِّضاتٍ وغيرهم.
وقد كان هذا كلُّه في سنة (١٩٠٢ م)، ومَن يقارنُ بينه وبين ما وصل إليه إحصاءُ العاملين في مهمات التبشير سنة (١٩١١ م) يلاحظُ ارتقاءً باهرًا؛ لأنَّ عددَ إرسالياتِ التبشيرِ العامةِ في هذه السنة قد بَلغ (٣٨٣٨)، وأما الإرسالياتُ التي هي في الدرجة الثانية، فقد بلغ عددُها (٣٤٧١٩)، وعددُ الأساتذةِ والتلاميذِ قد بلغ مليونًا ونصفَ المليون تقريبًا، ووصل عددُ الجامعاتِ والكلِّياتِ إلى ثمانيةٍ وثمانين، وصار لدى المبشرين خَمْسُمئةٍ