أعمالِهم وملاحقةً لتصرفاتهم لجؤوا إلى قناصلهم طالبين حمايتَهم، وكان المسؤولون في القنصلياتِ الأجنبيةِ يُدافعون عنهم ويَحمُونهم بوصفِهم من رعاياهم، وكلما ضَعُفت الدولُ الإسلاميةُ إمامَ نفوذِ الدولِ الأجنبيةِ زادت هذه الدولُ في دعم المبشِّرين داخلَ البلادِ الإسلامية، وفي حمايتهم وتأييدهم.
ومن أمثلةِ ذلك: لمَا أراد الخديوي "إسماعيل باشا" أن يُغلِقَ مدارسَ البشرين البروتستانت في مصر؛ لأن هؤلاء كانوا يتدخلون في السياسة، وُيثيرون الاضطراباتِ في البلاد، وَيزيدون مشاكلَ الحكومة، تدخلت في الأمر قنصليتانِ تابعتانِ لأكبرِ دولتينِ يومئذٍ، فأيدتَا المبشرين، وحَمَلتا الحكومةَ المصريةَ على أن تتقيدَ بالخط الهمايوني (أي: بالدستور) الذي ينص على احترام الحريةِ الدينية، عِلمًا بأن احترامَ الحريةِ الدينيةِ لا يتعارضُ مع الأمرِ لإغلاقِ مدارسَ تبشيريةٍ أجنبية، تحاولُ أن تَعبَثَ بعقائدِ المسلمين وتُخرِجَهم عن دينهم، ولكن سياسةَ دعم المبشرين هي التي حَرضت الدولَ الأجنبيةَ على أن تتدخلَ لصالح التبشيرِ هذا التدخلَ السافر.
٢ - ويكشفُ سياسةَ التآزرِ بين المبشرينِ والمستعمرين ما جاء في الكتابِ المئوي للمبشرين اليسوعيين، بعد أن أَمْسَتْ سورية ولبنان تحتَ الانتداب الفرنسي، وهو قولهم:"أجل، لقد كنا نعتمدُ على مساعدةِ فرنسا الظافرة، والآن ها هي فرنسا هنا".
٣ - وفي المؤتمر الذي أقامة المبشرون على ظَهرِ الباخرة "غالف" في البحر الأحمر، صَرَّح حاكمُ إفريقية الشرقية: بأنه يجب على الحكومةِ وعلى